أصبحت الخدمات الحكومية الميسرة والسريعة متطلبًا أساسيًا في جميع المجتمعات لا سيما في ظل إيقاع حياتنا المتسارع. ومن هذا المنطلق ارتأت شرطة دبي إنشاء أول مركز شرطة ذكي في العالم لتقديم 27 خدمة أساسية كالإبلاغ عن الجرائم وحوادث السير وغيرها من الخدمات المجتمعية مقدمة بست لغات مختلفة. وقد حقق هذا المركز نقلة نوعية في تجربة المتعاملين وتحولاً حقيقيًا في طبيعة تواصل أفراد المجتمع مع الحكومة.

يعتمد مركز الشرطة الذكي على تقنيات فائقة التطور تمكّن المتعاملين من الحصول على خدماتهم ضمن بيئة رقمية ذاتية الخدمة ودون الحاجة إلى أي تدخل بشري. كما يستعين المركز بفريق متكامل من الفنيين والمتخصصين في علاقات المتعاملين لتنفيذ مهمة الدعم والإشراف على الخدمات عن بعد. ومن جانب آخر، يرتقي مركز الشرطة الذكي بتجربة المتعاملين من خلال استبعاد بعض التحديات المتعلقة بتعامل النساء والعائلات مع مراكز الشرطة، وضمان الاستجابة السريعة، واتباع أعلى معايير الخصوصية والأمن.

نجح مركز الشرطة الذكي في تقديم الخدمات المجتمعية بمختلف أنواعها بطريقة ميسرة وسريعة مع تقليل الحاجة إلى الكوادر البشرية المسؤولة عنها. كما يسعى هذا المشروع إلى الحد من أعداد زوار مراكز الشرطة وتخفيف العبء عنها، متجاوزًا سقف توقعات المتعاملين بتقديمه مجموعةً واسعة من الخدمات الإلكترونية الذكية دون الحاجة إلى التواصل الشخصي أو التوجه لمركز شرطة فعلي.

باعتباره الأول من نوعه في العالم، واجه مركز الشرطة الذكي تحديات متعلقة بالتقنيات المستخدمة لإيصال الخدمات الإلكترونية للمتعاملين وكيفية تقديم الدعم الفني عن بعد في حال حصول أي عُطل أو خلل. كما أن مثل تلك التقنيات الجديدة تحتاج إلى بعض الوقت لتكسب ثقة أفراد المجتمع فهم سيتحولون من استخدام قنوات اعتادوا عليها إلى قنواتٍ فائقة التطور لم يتآلفوا معها بعد.

تمكّن مركز الشرطة من تقليل الوقت الذي يستغرقه الحصول على الخدمات ورفع مستوى رضا المتعاملين من 64.2% إلى 93.1%. كما شمل المشروع استحداث عدة نقاط خدمة ذاتية موزعة على نطاق إمارة دبي تقدم الخدمات بأسلوب (Drive thru) و(Walk thru)، مما ترتب عليه انخفاض كبير في تكلفة إنشاء مراكز الشرطة الجديدة يُقدر بحوالي 300 مليون درهم وتقليص متوسط التكلفة التشغيلية من 3.145 إلى 1.2 مليون درهم.