دروس مستفادة من استجابة إستونيا لأزمة فيروس كورونا

نبحث عن تجارب ناجحة من جميع أنحاء العالم لنتعرف على أفضل الممارسات القائمة على تسخير الابتكار في تطوير السياسات، واستخدام تقنية المعلومات، وتقديم الخدمات بأساليب حديثة تتماشى مع الجهود المبذولة لاحتواء انتشار الفيروس ومعالجة تداعياته الاجتماعية والاقتصادية.

دروس مستفادة من استجابة إستونيا لأزمة فيروس كورونا

1 دقيقة قراءة
اطلقت إستونيا هاكاثون إلكتروني لمساعدة البلاد على التعافي من أزمة تفشّي فيروس كورونا وإيجاد ميزات تنافسية تستفيد منها أستونيا بعد انتهاء الأزمة
شارك هذا المحتوى

أضف إلى المفضلة ♡ 0

تتطلب مواجهة أزمة عالمية بمستوى وباء كوفيد19 اتباع منهجية متعددة القطاعات. إذ تفتقر الحكومات التي تعمل إداراتها في معزل عن بعضها إلى القدرة والمهارة العملية للتعامل مع جميع جوانب أزمة صحية كتفشي وباء كوفيد19. وبالتالي يتوجب على هذه الحكومات التعاون مع القطاع الخاص للحصول على أفكار جديدة ومبتكرة تتجاوز التوصل إلى الاكتشافات الطبية فحسب، بل تتناول التحديات الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على هذه الأزمة.

وفي ظل انتشار وباء كوفيد19 في أوروبا، أطلقت "أكسيليرت إستونيا" Accelerate Estonia هاكاثون إلكتروني بتاريخ 13 مارس 2020 بالتعاون مع منصة "Garage48" لمساعدة البلاد على التعافي من أزمة تفشي فيروس كورونا وإيجاد "ميزات تنافسية" تستفيد منها إستونيا بعد انتهاء الأزمة. وأطلق على هذا الهاكاثون الإلكتروني اسم (Hack the Crisis) ليصبح الأكبر من نوعه في إستونيا، وافتتحه كل من رئيسة البلاد كيرستي كاليولايد ووزير التجارة الخارجية وتكنولوجيا المعلومات كايمار كارو. ودعا الهاكاثون لطرح الأفكار التي من الممكن إعداد النماذج الأولية لها خلال 48 ساعة، وطُلب من الفرق المشاركة تصميم واختبار وإطلاق أفكار إبداعية تتصدى لهذا التحدي العالمي أو تمنح إستونيا فرصة أكبر للتعافي بعد انقضاء هذه الأزمة. والتزمت "أكسيليرت إستونيا" برعاية 5 أفكار وتقديم مبلغ 5000 يورو لكل مشروع لدعم مرحلة التنفيذ خلال الشهرين التاليين. وبعد ذلك، سيقوم صندوق تمويل معني بدعم المشاريع الواعدة منها.

بعد أن اختارت "أكسيليرت إستونيا" شركاءها، أطلقت الهاكاثون الساعة الرابعة والنصف مساءً. وخلال 90 دقيقة، نشر أكثر من 650 شخص حوالي 80 فكرة مطروحة. وبحلول 15 مارس (أي بعد يومين من إطلاق المبادرة)، وصل عدد المشاركين في تقديم الحلول إلى 1000 شخص و30 فريق.

وطرح المشاركون عددًا من الحلول خلال الهاكاثون، أحدها كان "Zelos" وهي منصة تربط بين الفئات الضعيفة والمعرضة للخطر في المجتمع مع المتطوعين عبر مركز اتصال وتطبيق لإرسال الخدمات والمساعدات بما يحد من شعورهم بالعزلة والوحدة.

أما الحل الآخر الذي بدأت المبادرة بتطويره فهو جهاز التنفس "Ventit" الذي يهدف إلى حل بعض التحديات المترتبة على نقص أعداد أجهزة التنفس التي يحتاجها المرضى المصابون بمتلازمة ضيق التنفس الحادة. كما طُرحت خلال الهاكاثون فكرة إنشاء قاعدة بيانات لإدارة المتطوعين في المجال الطبي اسمها "Vanemuine" تسهّل تحديد الأفراد المؤهلين طبيًا حسب موقعهم لاستدعائهم عند الحاجة.

واقتُرحت خلال الهاكاثون أيضًا فكرة منصة لمشاركة القوى العاملة، تصل ما بين الشركات لتبادل الموظفين بشكل مؤقت. ففي ظل أزمة كوفيد19، تحتاج بعض الشركات إلى موظفين إضافيين بينما لا تتمكن أخرى من توفير أي فرص عمل. لذلك تهدف المنصة إلى التصدي للتفاوت ما بين العرض والطلب في سوق العمل والمساهمة في تجاوز تحدي البطالة وفقدان العمل الذي يؤثر على الكثير من الأفراد.

وأخيرًا، طُرحت فكرة "تتبع الكورونا" خلال الهاكاثون التي تهدف لتقديم بيانات فورية وتمكن الأفراد والحكومات من مراقبة الوضع الراهن وتتيح للمواطنين مراقبة مدى تعرضهم للخطر وإمكانية التعافي من الفيروس داخل منازلهم.

المصدر:  1 2

اشترك في منصة ابتكر لتبقَ على اطلاع على أحدث المبادرات والمساقات والأدوات والابتكارات الحكومية
قم بالتسجيل
أشترك في القائمة البريدية لمنصة ابتكر | كل أسبوع
القائمة البريدية للمبتكرين
نشارك أكثر من 20,000 مبتكر أسبوعياً نشرة أخبارية ترصد الابتكارات العالمية من كافة أنحاء العالم
Subscription Form (#8)
المزيد من ابتكر

دروس مستفادة من تجربة كيب تاون في تجنب أزمة المياه

تحرصُ المدن الكبرى على التخطيط والاستثمار لضمان توفير أهم مورد طبيعي لسكانها، وهو المياه، خاصة في ظل التحديات التي يفرضها تغير المناخ، الذي يؤثر سلباً على صعيدين. فهو يؤدي إلى شح المياه، وهو أيضاً يساهم في تعجيل التضخم السكاني بسبب الهجرة المتنامية لسكان القرى والأرياف نحو المدن، مع تراجع الظروف المناخية المناسبة التي تعتمد عليها الزراعة في بعض المناطق. في هذا السياق، تشكل مدينة كيب تاون حالة بارزة تستحق الدراسة في مواجهة هذا التحدي.

 · · 8 مايو 2024

نظم الإنذار المبكر: دروس من اليابان والصين لمواجهة الكوارث الطبيعية

في ظل الزيادة المتنامية في حدة ووتيرة الكوارث الطبيعية حول العالم خلال العقود الماضية، خاصة تلك المرتبطة مباشرة بتغير المناخ، أطلقت الأمم المتحدة في العام الماضي مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" كإطار عمل لضمان حماية كل إنسان من خلال نشر نظم الإنذار المبكر بنهاية عام 2027. وبينما تتضافر الجهود لوضع الخطط وكيفية التعامل مع التحديات الكبيرة التي ستواجه هذه المبادرة، هناك تجارب مبتكرة ومتقدمة ثبت نجاحها في كل من اليابان والصين في هذا المجال، من شأنها المساهمة في تصميم استراتيجيات ونظم الإنذار المبكر حول العالم، ودعم مبادرة الأمم المتحدة بأفضل الممارسات.

 · · 8 مايو 2024

فرنسا تقدم علامة وطنية لمكافحة هدر الطعام

بدافع الالتزام البيئيّ والمسؤولية الاجتماعية، تسعى الحكومة الفرنسية لاحتواء ظاهرة هدر الغذاء عبر تثقيف المستهلكين بوصفهم مفتاح حلّ المعادلة، وسنّ قوانين تلزم المؤسسات بالتبرّع بالأغذية الفائضة، ومنح العلامة الوطنية للجهات التي تبذل جهداً أكثر تفانياً في رحلة مكافحة الهدر.

 · · 21 أبريل 2024

دروس في الاقتصاد الدائريّ نستقيها من التجربة الفنلندية

في سعيها للحد من استخدام الموارد الطبيعية وتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2035، انطلقت فنلندا في رحلة الاقتصاد الدائريّ بعد أن رسمت خريطة طريقٍ واضحةً تتعاون فيها القطاعات، وتنظِّمها سياساتٌ منفتحة، ويدعمها مجتمعٌ محليّ تتم تَنشِئَتُه على ثقافة الاستدامة.

 · · 29 يناير 2024

مدن توظف تحليل البيانات للتصدي لظاهرة التشرّد

بعد سنواتٍ من مكافحة ظاهرة التشرّد، بدأت بعض الحكومات المحلية في بريطانيا وأمريكا بالنظر إلى القضية من زاويةٍ مختلفة. وبدلاً من البحث عن المتشرّدين في الشوارع لنقلهم إلى الملاجئ، باتت تستخدم النمذجة وتحليلات البيانات للتنبّؤ بأولئك المُهدَّدين بالتشرّد ومساعدتهم قبل أن يخسروا أمانَهم.

 · · 29 يناير 2024
magnifiercrossmenuchevron-downarrow-right