منصة لدعم القرار عبر تحليل وتصوير البيانات في إنجلترا

منصة لدعم القرار عبر تحليل وتصوير البيانات في إنجلترا

1 دقيقة قراءة
تعتمد المنصة على دراسة تقدير الأثر الاقتصادي لقرارات الرعاية الاجتماعية للبالغين، وتوضيح السبل التي يمكن لقطاع الرعاية الاجتماعية أن يساهم فيها لتحقيق أهداف اقتصادية أوسع في المستقبل. وتمكّن المنصة القائمين على المشروع أن يتدارسوا النماذج البديلة لتقديم الرعاية وتحديد الطرق التي تتداخل فيها احتياجات المواطنين للرعاية الاجتماعية في المستقبل مع الموارد المتوفرة في المجتمعات والبيانات المكانية. وكمثال تطبيقي لمنجزات هذه المنصة، تبين من خلال الخرائط المبنية على البيانات الحرارية، أن تحسين العزل الحراري في منازل بعض المسنين، وتدفئتها جيداً، من شأنه أن يقلل احتمال إسعافهم في أقسام الحوادث والطوارئ بنسبة 20%. وكمثال آخر على استخدام المنصة في توجيه القرارات الاقتصادية، ساهمت البيانات في تحديد أولويات الاستثمار، خصوصاً للشركات المحلية الصغيرة ومتوسطة الحجم، حيث تظهر المنصة مجالات العرض والطلب مع مقارنة أسعار الرعاية في جميع أنحاء المنطقة.
شارك هذا المحتوى

أضف إلى المفضلة ♡ 0

يحظى كبار السن في إنجلترا باهتمام مؤسسات عديدة، تُعنى بجوانب مختلفة من حياتهم، من عنايةٍ صحية، ورعايةٍ اجتماعية، وصيانة مساكن. وفي حين يتوقع إقليم "ويست ميدلاندز" (West Midlands) الإنجليزي أن يشهد ازدياداً ملحوظاً في عدد المسنّين بين سكّانه، تعمل الحكومة المحلية بالشراكة مع شركات التكنولوجيا والوكالات الوطنية على بناء منصة ذكية جديدة لتحليل البيانات وتصويرها، لتكون بمثابة أداة لتقديم رؤى اقتصادية مستقبلية فعالة بناء على الواقع الحالي، بما يتيح تلمّس الحلول مسبقاً.

يواجه مقدمو الرعاية الاجتماعية في الدول الأوروبية ضغوطاً تزايدت كثيراً خلال العقود الماضية بسبب الطلب المتنامي على خدماتهم. ينطبق هذا التحدي على إقليم "ويست ميدلاندز" الإنجليزي الذي يتوقع أن يشهد بحلول العام 2025 ازدياداً بنسبة 19% في عدد سكانه المسنّين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً. ومع تفشي ظاهرة "شيخوخة السكان" تراجعت جودة الخدمات بسبب زيادة الطلب على دور الرعاية ونقص الموارد المتوافرة، في ظلّ تخطيط استراتيجي يعاني من تحديات تحد من كفاءته، حيث لا يتوافر لدى الجهات المعنية فهم دقيق حول اقتصاد العناية الاجتماعية وعلاقته مع البيانات المكانية في الإقليم.

وهذا ما دفع السلطات المحلية، إلى العمل بالشراكة مع شركات التكنولوجيا المحلية والوكالات الوطنية، على بناء منصة ذكية جديدة تحت مسمى "ذا بريدج" (The Bridge)، باستخدام البيانات الكمية التي تدل على احتياجات السكان والموارد المتوفرة، والبيانات النوعية عبر مختلف أنحاء الإقليم والتركيبات السكانية فيه. وقد استطاع "برنامج الابتكار الرقمي للرعاية الاجتماعية" (SCDIP)، الذي تم إنشاءه من قبل "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (NHS)، أن يحصل على تمويل لدعم إنشاء هذه المنصة، التي ستكون بمثابة أداة لتصوير البيانات، حيث تحلل بيانات القطاع الحكومي وتعرضها من خلال رسومات ولوحات تحكم ومواد تفاعلية، وتقدّم رؤى اقتصادية مستقبلية فعّالة لقطاع الرعاية المحلي، يمكنها أن تدخل في عملية صناعة القرار ووضع الاستراتيجيات المستقبلية.

تعتمد المنصة على دراسة تقدير الأثر الاقتصادي لقرارات الرعاية الاجتماعية للبالغين، وتوضيح السبل التي يمكن لقطاع الرعاية الاجتماعية أن يساهم فيها لتحقيق أهداف اقتصادية أوسع في المستقبل. وتمكّن المنصة القائمين على المشروع أن يتدارسوا النماذج البديلة لتقديم الرعاية وتحديد الطرق التي تتداخل فيها احتياجات المواطنين للرعاية الاجتماعية في المستقبل مع الموارد المتوفرة في المجتمعات والبيانات المكانية. وكمثال تطبيقي لمنجزات هذه المنصة، تبين من خلال الخرائط المبنية على البيانات الحرارية، أن تحسين العزل الحراري في منازل بعض المسنين، وتدفئتها جيداً، من شأنه أن يقلل احتمال إسعافهم في أقسام الحوادث والطوارئ بنسبة 20%. وكمثال آخر على استخدام المنصة في توجيه القرارات الاقتصادية، ساهمت البيانات في تحديد أولويات الاستثمار، خصوصاً للشركات المحلية الصغيرة ومتوسطة الحجم، حيث تظهر المنصة مجالات العرض والطلب مع مقارنة أسعار الرعاية في جميع أنحاء المنطقة.

لكن واجه الفريق القائم على تصميم المنصة أثناء تصميم المشروع، جملة تحديات نتج عنها بعض الدروس المستفادة، منها:

  • نقص التدريب على الأبحاث: استنتج فريق العمل أهمية الحصول على التدريب لإجراء الأبحاثالتي تركّز على فهم وإدراك سلوك المستخدمين، وتحديد احتياجاتهم.
  • تحديات لدى دراسة المشاريع السابقة: قام فريق العمل بدراسة المشاريع السابقة ذات الأهداف والمخرجات المماثلة، ولكن تبيّن لهم صعوبة الوصول إلى دراسات مكتملة العناصر حول مشاريع مشابهة، حيث غالباً ما يتم إنهائها بسبب تحديات مثل نقص التمويل أو تغيير الموظفين.
  • تحدي التنسيق: عدم توفر مؤسسات رئيسية في قطاع الرعاية الاجتماعية يمكن التنسيق معها، كتلك الموجودة في قطاع الصحة مثل هيئة الخدمات الصحية الوطنية، حيث كان من الممكن أن يحقق الفريق نتائج أفضل وفي وقت أسرع في حال توفرت سبل التنسيق.
  • صعوبة تحديد الأولويات: يحتاج قطاع الرعاية الاجتماعية إلى أهداف واضحة ومؤشرات أداء، ولذلك واجه الفريق بعض التحديات في عملية تحديد الأولويات وتفادي الانزلاق إلى أجندات جانبية تؤثر على تقدم المشروع.

لكن رغم هذه التحديات، حققت منصة "ذا بريدج" عدداً من الأهداف والإنجازات الرئيسية، أهمها: تصوير بيانات العناية الصحيّة، والرعاية الاجتماعية، والإسكان، والتنمية الاقتصادية، وتوظيف هذه البيانات بما يرشد عملية صنع القرار؛ رسم صورة تفصيلية عن أوضاع العرض والطلب، سعياً إلى تحقيق رعاية أفضل بأسعار أنسب وبالتالي خفض التكاليف؛ الجمع بين بيانات العناية الصحية وبيانات الإسكان للتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية.

لقد زوّدت المنصة المسؤولين بأداة توقّع اقتصادي تسهم في جعل الرعاية الاجتماعية حافزاً للاقتصاد المحلي، يتيح إعدادها لتسويقها في بريطانيا.

المراجع:

اشترك في منصة ابتكر لتبقَ على اطلاع على أحدث المبادرات والمساقات والأدوات والابتكارات الحكومية
قم بالتسجيل
اشترك في النشرة الإخبارية لمنصة ابتكر
القائمة البريدية للمبتكرين
تصل نشرتنا الإخبارية إلى أكثر من 30 ألف مبتكر من جميع أنحاء العالم!
اطلع على النشرة الإخبارية لدينا لتكون أول من يكتشف الابتكارات الجديدة و المثيرة و الأفكار الملهمة من حول العالم التي تجعلك جزءاً من المستقبل.
Subscription Form (#8)
المزيد من ابتكر

حلولٌ مستوحاةٌ من الطبيعة… العفن يرسم خريطة لمحطات شحن المركبات الكهربائية

من الملهم أن يجد الباحثون حلولًا لأكبر التحديات في أصغر الكائنات. هذا ما فعله باحثون في سعيهم لتطوير البنية التحتية للمركبات الكهربائية، فاستوحوا من العفن الغروي طريقةً لإنشاء شبكة شحنٍ متعدّدة الأغراض توفِّر الوقت والتكلفة والأثرَ البيئيّ. مع التحول العالمي نحو وسائل نقل نظيفة، من المتوقع أن تحتل المركبات الكهربائية مكانة الصدارة في مستقبل النقل […]

 · · 23 مايو 2025

هامبورغ تطورّ الذكاء الاصطناعي محلياً لتحديث العمل الحكومي

مع تسابق حكومات العالم للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات سعياً لزيادة فعالية عملية اتخاذ القرار ورفع كفاءة خدماتها وسبر آفاق جديدة في العمل الحكومي، باشرت هامبورغ باختبار فعالية نموذج مبتكر من نماذج اللغات الكبيرة (LLM) أو برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي، طورته المدينة الألمانية محلياً ليس بهدف تحسين آليات تقديم الخدمات العامة فحسب، بل ولإعادة تصور إطار عمل تلك الخدمات والارتقاء بها إلى مستويات غير مسبوقة.

 · · 23 مايو 2025

مشروع أحياء الابتكار في هلسنكي يحول الضواحي إلى مختبرات حية

تتّخذُ غالبية مجمعات الابتكار، سواءٌ أكانت أكاديمية أو تكنولوجية أو صناعية، من مراكز المدن ومحيطها مقراً لها. لكن عاصمة فنلندا، هيلسنكي، وجّهت أنظارها صوب ضواحي عاصمتها، ليس لتنميتها فحسب بل ولتحويلها تدريجياً إلى مناطقَ ذكيةٍ للعيش والعمل، وجعلها محرّكاً للنمو الاقتصادي القائم على الابتكار على الأمد الطويل، لكي تواكب التنمية، مثل باقي أحياء مدينة هلسنكي، من خلال تبني الأفكار الجيدة وتطويرها ضمن مشاريع تعاونية عملية. يأتي ذلك ضمن رؤية هلسنكي في أن تحتل مكان الريادة بين مدن العالم الذكية.

 · · 23 مايو 2025

أعضاء على رقاقة … ثورة في اكتشافِ الأدوية والرعاية الصّحيّة

سعياً إلى توفير أدوية أكثر أماناً وفعالية، أثمرت جهود العلماء ابتكاراً سُمي "الأعضاء على الرقاقة"، يقوم على محاكاة العمليات الحيوية على مستوى خَلَويّ، ويَعِد بسدّ الفجوة بين النظرية العلاجية والتطبيق السريريّ.

 · · 30 ديسمبر 2024

توربينات رياح تحصد طاقة الأعاصير في الصين

ابتكرت مجموعة مينج يانج الصينية تقنيةً متطوِّرةً تمكنها من تسخير أكثر ظواهر الطبيعة قسوةً لتوليد طاقةٍ نظيفةٍ ومتجددة، وهي منصّة توربيناتٍ متمركزة في المياه العميقة تحوِّل طاقة الرياح البحريّة إلى كهرباء حتى أثناء الأعاصير الشديدة.

 · · 30 ديسمبر 2024
magnifiercrossmenuchevron-downarrow-right