أكاديمية متخصصة لتعزيز المهارات الرقمية في تايلاند

أكاديمية متخصصة لتعزيز المهارات الرقمية في تايلاند

1 دقيقة قراءة
لمواكبة خطّة "تايلاند الرقمية"، وكثمرة للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، استحدثت وزارة العمل التايلاندية أكاديمية لتطوير المهارات الرقمية موجّهة للقوى العاملة في البلاد، تتولّى مهمّة تطوير كفاءات ومهارات الموظفين في كل من القطاعين الحكومي والخاص.
شارك هذا المحتوى

أضف إلى المفضلة ♡ 0

لمواكبة خطّة "تايلاند الرقمية"، وكثمرة للشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، استحدثت وزارة العمل التايلاندية أكاديمية لتطوير المهارات الرقمية موجّهة للقوى العاملة في البلاد، تتولّى مهمّة تطوير كفاءات ومهارات الموظفين في كل من القطاعين الحكومي والخاص. وتقدم الأكاديمية برامج ودورات تدريبية على المهارات الرقمية للشباب الذين يرغبون في الالتحاق بقطاع العمل الرقمي.

مع ما تشهده التقنيات الحديثة من تطوّر، تبرز تساؤلات ملحّة على أجندات الحكومات حول العالم، بشأن الطرق التي يمكن فيها للقوى العاملة أن تتعامل مع المعلومات المتوافرة على شبكة الإنترنت، وأن تعتمد عليها، وأن تستفيد منها بما يعزّز خبراتها ويطوّر كفاءاتها، فضلاً عن السبل المتاحة أمامها لتطوير المهارات اللازمة لاستخدام التقنيات الرقمية الحديثة، بما يتيح لها سرعة التواصل بحيث تكون أكثر فاعلية في العمل.

تعتبر هذه التساؤلات أكثر إلحاحاً في تايلاند تحديداً، حيث الخطط الاستراتيجية، والسياسات الاجتماعية، والرؤى الاقتصادية الطموحة التي وضعتها الحكومة حديثاً تحمل جميعها الرقم 4.0، حتى باتت عبارة "تايلاند 4.0" تلخّص فكرة "تايلاند الجديدة" القائمة على التحول الرقمي، والتي تختلف عن "تايلاند 1.0" الزراعيّة، وعن "تايلاند 2.0" القائمة على الصناعات الخفيفة، وعن "تايلاند 3.0" التي تركّز على الصناعة المتقدمة.

وفي هذا الإطار، طرحت وزارة العمل سلسلة من المبادرات لضمان جاهزية الدولة على تلبية احتياجات سوق العمل في المستقبل القريب، هدفها الرئيسي هو خفض معدل البطالة ورفع مستوى المعيشة من خلال التنمية المستدامة. وضمن أحدث مبادراتها إطلاق "أكاديمية تطوير المهارات الرقمية- ديسدا" (DISDA)، وهي وكالة مركزية تابعة لدائرة تطوير المهارات (DSD)، تتولّى مهمّة تطوير كفاءات الموظفين في كل من القطاعين الحكومي والخاص، لكي يستخدموا التكنولوجيا بشكل فعّال ومحترف في حياتهم المهنية. ويكمن الهدف الرئيسي خلف هذه المبادرة في تنمية الموارد البشرية الرقمية من خلال التدريب وتقييم المهارات، بالاستعانة بقاعدة بيانات DSD، والربط مع الوكالات الخارجية المعنية.

ويتبادل المنتسبون الشباب في الأكاديمية، الخبرات مع مجموعة من المختصين في القطاع الرقمي، بما يساهم في إعداد الكوادر الشابة ليؤدوا دوراً فعالاً في الاقتصاد الرقمي في البلاد. كما يتم دمج ورش عمل المهارات العملية والدورات التدريبية المتخصصة وندوات القيادة ضمن المناهج الدراسية، بغية تشجيع المنتسبين على الابتكار وإطلاق المشاريع الرقمية. كما تعمل دورات "ديسدا"، من خلال الاستفادة من أحدث مهارات التفكير الرقمي، على تعزيز العمل الجماعي، وأخلاقيات العمل التعاوني الضرورية لسيناريوهات العمل الواقعية.

وعلى سبيل المثال، أطلقت "ديسدا" ورشة عمل حول تطوير مهارات التكنولوجيا الرقمية لتعزيز الأعمال والصناعات المستهدفة بالتعاون مع شركة Huawei ، جرى فيها حوار معرفيّ مع أكثر من 100 رائد أعمال حول أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات، تبادلوا خلاله الرؤى حول الحاجة إلى تنمية القوى العاملة الرقمية والسبل إلى تحقيق ذلك.

كما قامت الأكاديمية بإطلاق أول دورة لتطوير تطبيقات الهاتف المحمول عبر الإنترنت، وهي منصة تعليمية تهدف إلى تنمية المهارات الرقمية من خلال تقديم محاضرات نظرية ودروس عملية حول تطوير تطبيقات الهاتف المحمول، بالإضافة إلى إتاحة المجال أمام المشاركين للتحاور مع خبراء محليين ودوليين في القطاع الرقمي. وقد قررت الأكاديمية توفير الدورة عن طريق الإنترنت لتتكيف مع عملية استمرار التعليم أثناء جائحة كوفيد-19. ولتشجيع التايلانديين على المشاركة، تقدم الأكاديمية شهادات للمنتسبين عند إتمام الدورة وتفتح المجال أمامهم للمشاركة في مسابقة لتصميم تطبيقات الهاتف المحمول يتم فيها توزيع جوائز مادية للفائزين. وتضمنت أول دفعة من المنتسبين إلى هذه الدورة أكثر من 200 مشارك من طلاب جامعات وموظفين حكوميين وغيرهم من القطاع الخاص.

يأتي إطلاق الأكاديمية وما تلاها من مبادرات استجابةً للحاجة لتطوير عمالة قادرة على التأقلم مع التطورات التقنية، خاصة بعد أن وصلت إلى البلاد استثمارات جديدة تم توظيفها في صناعات حديثة من شأنها إحداث نقلة نوعية في القطاع الصناعي، بما يتماشى مع سياسة "تايلاند 4.0" الحكومية، حيث تسعى تايلاند إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية، هي: الازدهار الاقتصادي، والرفاه الاجتماعي، ورفع القيم الإنسانية، وحماية البيئة، من خلال تشجيع التحول الرقمي والابتكار، والعمل على مدى العشر سنوات القادمة لرفع مؤشر التنمية البشرية لتصبح تايلاند من بين أفضل 50 دولة في العالم ضمن مؤشر التنمية البشرية.

المراجع:

اشترك في منصة ابتكر لتبقَ على اطلاع على أحدث المبادرات والمساقات والأدوات والابتكارات الحكومية
قم بالتسجيل
اشترك في النشرة الإخبارية لمنصة ابتكر
القائمة البريدية للمبتكرين
تصل نشرتنا الإخبارية إلى أكثر من 30 ألف مبتكر من جميع أنحاء العالم!
اطلع على النشرة الإخبارية لدينا لتكون أول من يكتشف الابتكارات الجديدة و المثيرة و الأفكار الملهمة من حول العالم التي تجعلك جزءاً من المستقبل.
Subscription Form (#8)
المزيد من ابتكر

تمكين العقول الشابة … كيف تعزّز منطقة واترلو الابتكار

في قلب أونتاريو، حيث يلتقي الابتكار بالتعاطف، تعمل مبادرةٌ على تشكيل المستقبل بالعمل مع عقول الشباب، في مختبر الابتكار، بمنطقة واترلو الذكية، الذي يقوّي قدراتهم على حلّ المشكلات عبر التعلّم القائم على المشاريع ومقاربة تحدّيات العالم الحقيقيّ.

 · · 3 فبراير 2025

مبادرة "مليون جينوم وأكثر" في أوروبا … أفقٌ جديدٌ للبحوث الطبيّة

لإحداث ثورةٍ في الرعاية الصحية من خلال الطبّ الشخصي، أطلق الاتحاد الأوروبيّ مبادرةَ "مليون جينوم وأكثر" التي ستُرسي بنيةً تحتيةً آمنةً للبيانات الجينومية والسريرية، وتعزِّز التعاون بين 25 دولة، وتسهم في وضع المعايير الدولية في هذا المجال.

 · · 3 فبراير 2025

التقويم البيئي: خبرة الشعوب الأصلية وسيلةً صوبَ المرونة المناخية

على الجبال الوَعِرة وحول ضفاف الأنهار الجليديّة، تواجه المجتمعات الأصلية آثر تغيّر المناخ متكئةً إلى خبراتها وتقاليدها، فتتشارك مع خبراء الدراسات البيئية في إعادة إحياء حكمتها القديمة لتنسِّقَ سُبُلَ عيشِها وتحقق سيادتِها وأمنها الغذائيين.

 · · 3 فبراير 2025

برنامج الطبّ الدقيق في جنوب أفريقيا: دراسة التركيبة الجينية لإحداث نقلةٌ في الرعاية الصحيّة

لمواجهة التحدّيات الصحّية التي تهدّد سكان جنوب أفريقيا، بحث العلماءُ عن المفتاح في مورِّثاتِهم، فانطلقت مبادرةٌ باسم الطبّ الدقيق، الذي يصمّم التدخُّلات العلاجية بناء على الخصائص الفردية، بدلاً من تطبيق بروتوكولاتٍ موحَّدةٍ على جميع المرضى.

 · · 6 ديسمبر 2024

الزراعة المستدامة، نظم الأغذية المرنة، الزراعة العضوية، البنية الأساسية العامة الرقمية

بهدف تعزيز سبل العيش الزراعية المستدامة، بادرت حكومة ولاية كيرالا الهندية بابتكارٍ أسمته "منصة الأغذية"، وسَعَت من خلاله إلى إنشاء شبكة تعاونياتٍ عبر مختلف القطاعات، من الزراعة إلى منتجات الألبان وتوزيع الأغذية العضوية وغيرها، وذلك لمقاربة التحدّيات التي تواجهها وزيادة متانة منظومتها الزراعية وشفافيّتها وعدالتها.

 · · 6 ديسمبر 2024
magnifiercrossmenuchevron-downarrow-right