مبادرة GovTech Lab في ليتوانيا

مبادرة GovTech Lab في ليتوانيا

2 دقائق قراءة
انحصرت 56.4% من عقود المشتريات لخدمات تكنولوجيا المعلومات في ليتوانيا بالفترة ما بين 2011 و2015 في 20 شركة فقط، ولم تدخل إلا شركة واحدة في المنافسة على 60% من هذه العقود. وتكشف هذه الإحصائيات وجود إشكالات تتعلق بالتقيّد بالمورّدين، فيما يُصعّب على أي شركات جديدة في السوق، خاصة الشركات الصغيرة، أن تتنافس على عقود المشتريات الحكومية، وما يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة هو الافتقار إلى العديد من المهارات، والمتمثل بغياب التعاون بين الوزارات وقلة وعي العاملين في القطاع الحكومي بالتكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى تشتت منظومة العمل بطريقة تُعيق تدفق المعرفة من القطاعات الأخرى إلى القطاع الحكومي.
شارك هذا المحتوى

أضف إلى المفضلة ♡ 0

جاء إطلاق مبادرة GovTech Lab، وهي الأولى من نوعها في ليتوانيا، بهدف تشجيع وتعزيز الابتكار في القطاع الحكومي

حيث تهدف مبادرة GovTech Lab إلى معالجة نقاط الضعف الكامنة ضمن إجراءات المشتريات البطيئة في القطاع الحكومي وذلك من خلال تنظيم سلسلة من التحديات (Challenge Series)، وهي عملية يتم من خلالها التعرف على التحديات التي تواجه مؤسسات القطاع الحكومي، ثم ربط هذه المؤسسات بالحلول التقنية المناسبة بطريقة تتضمن مشاركة الأوساط الأكاديمية والقطاعين الحكومي والخاص.

لمحة عن مبادرة الابتكار

انحصرت 56.4% من عقود المشتريات لخدمات تكنولوجيا المعلومات في ليتوانيا بالفترة ما بين 2011 و2015 في 20 شركة فقط، ولم تدخل إلا شركة واحدة في المنافسة على 60% من هذه العقود. وتكشف هذه الإحصائيات وجود إشكالات تتعلق بالتقيّد بالمورّدين، فيما يُصعّب على أي شركات جديدة في السوق، خاصة الشركات الصغيرة، أن تتنافس على عقود المشتريات الحكومية، وما يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة هو الافتقار إلى العديد من المهارات، والمتمثل بغياب التعاون بين الوزارات وقلة وعي العاملين في القطاع الحكومي بالتكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى تشتت منظومة العمل بطريقة تُعيق تدفق المعرفة من القطاعات الأخرى إلى القطاع الحكومي.

لذلك، جاءت مبادرة GovTech Lab لتقدم نهجًا جديدًا شموليًا في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة في ليتوانيا. أولًا، تتبع مبادرة GovTech Lab نهجًا تصاعديًا وتسعى إلى تثقيف العاملين في القطاع الحكومي، سواء العاملين في الحكومات المركزية أو المحلية، حول طبيعة التكنولوجيا الموجودة حاليًا والإمكانيات الناجمة عن تضمين التكنولوجيا الحديثة في أعمال الحكومة، بالإضافة إلى الجوانب الأخلاقية التي يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء ذلك. وتتضمن المبادرة تنظيم منتدى «GovTech Forum» بالتعاون مع البنك المركزي الليتواني ووزارة الاقتصاد والابتكار، حيث يقدّم هذا المنتدى الدروس ذات الصلة ويتيح التواصل مع شبكة من الموظفين الرسميين، لإتاحة نقل المعرفة بين مختلف المؤسسات الحكومية وتسهّل تنفيذ المشاريع التكنولوجية الابتكارية. وثانيًا، يوظّف GovTech Lab كذلك نهجًا تنازليًا يتمثل بإرسال فريق عمله للتشاورمع قادة الحكومة حول وسائل تعزيز الابتكار، حيث زار الفريق حتى الآن ما يزيد عن 20 مؤسسة حكومية.

وثالثًا وأخيرًا، يعمل GovTech Lab على جعل مبادراته مفتوحة لجميع المواطنين، وذلك من خلال الفعاليات التي تُشجعهم على تقديم آرائهم وتعليقاتهم مباشرة إلى العاملين في القطاع الحكومي، وكذلك من خلال الإجراءات التي تقدّم فرصًا متكافئة للشركات الصغيرة للمشاركة في توفير حلول للتحديات التي تواجه الحكومة. إضافة لذلك، تُشجع سلسلة ملتقيات «Digital Lithuania Meetup» كافة أفراد المجتمع على المشاركة في هذه الملتقيات للالتقاء بالمسؤولين الحكوميين شخصيًا، كما تعمل سلسلة التحديات على إطلاق إجراءات محددة تُشجّع الشركات على اختلاف أحجامها والأكاديميين والأفراد الآخرين على التعاون والتشارك في بناء وتطوير قدرات الحكومة الليتوانية.

وتعتبر سلسلة التحديات أكثر جزء يتسم بالابتكار من مبادرة GovTech Lab، حيث تشكل هذه السلسلة العمل الابتكاري بخصوص إجراءات المشتريات التقليدية، كونها تواكب وتيرة التقدم السريع في العصر الحديث. وبالتفصيل، تبدأ السلسلة بدعوة لطرح التحديات، حيث تُدعى مؤسسات القطاع الحكومي في ليتوانيا لتقديم تحدي يواجهها والتي يمكن حلّها بإحدى الوسائل التكنولوجية الحديثة. ويجري بعد ذلك اختيار التحديات بناء على نوعها وأهميتها ومدى تعاون المؤسسات التي طرحتها، قبل أن تصبح المؤسسات التي تم اختيارها مسؤولة عن التحديات التي تواجهها، أي أن عليها الإشراف على مدى نجاح الحلول المقدمة خلال ما تبقى من السلسلة. وتتمثل الخطوة اللاحقة في الإعلان عن هذه التحديات، من خلال سلسلة من الفعاليات وحملات التسويق، بهدف تحقيق أعلى مستوى ممكن من الوعي والإدراك لطبيعة التحديات في المجتمع.

وبمجرد انتهاء هذه المرحلة، يتم إرسال دعوة لتقديم الحلول، وهي دعوة عامة تحدد فيها مبادرة GovTech Lab فترة زمنية يمكن للشركات أو الأفراد خلالها تقديم الحلول لهذه التحديات. وتتولى مبادرة GovTech Lab مراقبة سير هذه العملية، مع الحرص على تقديم المعلومات الكافية والاستشارات اللازمة، وفي نهاية هذه الدعوة، يتم الإعلان عن يوم لتقديم الأفكار، حيث يجتمع جميع أصحاب المصلحة للاطلاع على الأفكار المقترحة لحل كل تحد، ويتم اختيار أفضل الأفكار بعد التشاور مع لجنة التحكيم، والتي تضم خبراء قادرين على تحديد الأفكار التي ستحدث الأثر الأكبر. وبناء على ذلك، قد تنتقل الحلول المختارة إلى المرحلة التالية من سلسلة التحديات، حيث يتم تحويل الحلول إلى نماذج أولية، ثم إلى منتجات في نهاية المطاف. ويتمثل دور مبادرة GovTech Lab بالإشراف على تنفيذ ما سبق، وتوفير التمويل اللازم لجميع الفرق.

ويشار إلى أن GovTech Lab، وهي مبادرة ابتكرها فريقCreate Lithuania، نالت مؤخرًا الموافقة للحصول على تمويل من وزارة الاقتصاد والابتكار، حيث ستُدرَج المبادرة كإحدى مشاريع الوكالة الليتوانية للعلوم والابتكار. وستبدأ الفترة المالية في نوفمبر 2019، حيث سيتم تمديد الفترة الحالية لمدة 3 أعوام. وتتلقى المبادرة في الوقت الحالي تمويلًا قليلًا، لكن بمجرد بدء الفترة المالية، ستنمو المبادرة وجميع فعالياتها نموًا سريعًا. وستحرص GovTech Lab خلال السنوات الثلاث القادمة، عبر المؤتمرات والفعاليات وسلاسل التحدي التي تجريها باستمرار، على أن تبرز ليتوانيا كدولة رائدة في قطاع التكنولوجيا الحكومية في المنطقة، ويشهد على ذلك مؤتمر التكنولوجيا الحكومية لقادة البلطيق GovTech Baltic Leaders والذي أقيم في العاصمة الليتوانية فيلنيوس في خريف عام 2019. وقد جمع المؤتمر ألمع العقول في مجال التكنولوجيا الحكومية لمشاركة معارفهم واكتشاف وسائل جديدة لزيادة وعي المزيد من الناس حول التكنولوجيا الحكومية.

ما الذي يجعل مشروعكم مُبتكَرًا؟

توفّر مبادرة GovTech Lab في ليتوانيا وسائل مبتكرة على الصعيدين المحلي والدولي لحل أكبر التحديات التي تواجه مؤسسات القطاع الحكومي، وتُعد المبادرة الأولى من نوعها على مستوى ليتوانيا، فاتباع نهج تنازلي وتصاعدي في الوقت ذاته هو مخاطرة لم تأخذها أي مؤسسة من مؤسسات القطاع الحكومي في ليتوانيا قبل ذلك. وتشكل المبادرة مركزًا للابتكار التكنولوجي في القطاع الحكومي، بحيث تتيح الفرصة لجميع مؤسسات هذا القطاع أن يستفيدوا منها، كما تُثري المبادرة ثقافة التفكير المُبتكر في القطاع الحكومي، سواء عن طريق المنتدى GovTech Forum أو سلسة ملتقيات Digital Lithuania Meetups أو سلسلة التحديات Challenge Series، وهذا النهج هو ما يميّز GovTech Lab، فهي مبادرة تدعم المواطنين والأعمال والعاملين في القطاع الحكومي على حد سواء.

ما هي المرحلة التي وصلتها مبادرة الابتكار؟

في الوقت الحالي، يعمل فريق مبادرة Create Lithuania على هذا المشروع، ويتم التباحث حاليًا على تسجيل المشروع بشكل رسمي وتأمين تمويله المستقبلي، علمًا بأننا حصلنا على الموافقة الرسمية من وزارة الاقتصاد والابتكار بخصوص ذلك، حيث يحظى هذا المشروع بالدعم الكامل من قبل الوزير وفريق الابتكار ضمن الوزارة.
ويعمل فريق المبادرة حاليًا على إجراء تجربة لأول سلسلة من التحدياتـ ولأن تمويل المبادرة لم يبدأ بعد، يدرس الفرق كيفية إكمال سلسلة التحدي بالبحث عن دعم من شركاء آخرين. حيث يهدف الفريق إلى التعلم من هذه التجربة الأولية وتحسين تنظيم سلاسل التحدي المستقبلية.

الجهات المشاركة

فرجينيجس سينكيفيكيوس - وزير الاقتصاد والابتكار مسؤول عن الإشراف على المشروع وتقديمه إلى ساندر بيشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل.
إليوس شيفيليس -الرئيس التنفيذي للمعلومات في ليتوانيا مسؤول عن تأمين الدعم للمبادرة من الأطراف الرئيسية المعنية.
وكالة العلوم والابتكار والتكنولوجيا. الحرص على تخصيص الأموال للمبادرة بالشكل الصحيح.
مؤسسة تشجيع الاستثمار Invest Lithuania -المؤسسة التي أُطلقَت فيها المبادرة.
101 مؤسسة من القطاعين الحكومي والخاص.

المستخدمون والمعنيون والمستفيدون

البنك المركزي الليتواني - مسؤول عن التحدي
برنامج كاوناس الثقافة الأوروبية 2022 - مسؤول عن التحدي
مجموعةLietuvos Energija – مسؤول عن التحدي
مؤسسة Travel Lithuania -مسؤول عن التحدي
مجتمع الشركات الناشئة في ليتوانيا - والذي أصبح لديه الآن حكومة منفتحة على تطبيق الابتكارات التكنولوجية للشركات الصغيرة والمتوسطة.
العاملون في القطاع الحكومي - والذين سيتلقون المزيد من المعرفة حول الابتكار التكنولوجي وكيفية تأثيره على حياتهم وأعمالهم.
المواطنون - حيث أصبحوا يُقبلون على حضور الفعاليات الخاصة بالتكنولوجيا الحكومية ومناقشة أفكارهم بانفتاح.

النتائج والآثار

- 6 ملتقيات Digital Lithuania Meetups: خلقت هذه الملتقيات ثقافة تتمثل بمشاركة الابتكار التكنولوجي، فتجمع الناس مع بعضهم بعضًا من مختلف الأوساط الأكاديمية ومن القطاعين الحكومي والخاص. وتتسم هذه الملتقيات بأنها مفتوحة لعامة الناس لنحرص بذلك على وصول المعلومات لأكبر عدد ممكن من الأشخاص.

-4 فعاليات خاصة بمنتدى GovTech Forum: أضافت فعاليات GovTech Forum معنىً جديدًا على مشاركة المعرفة في القطاع الحكومي في ليتوانيا، فقد أدت النقاشات حول مواضيع مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات المفتوحة إلى تعزيز كفاءات جميع المشاركين من العاملين في القطاع الحكومي. ويتم التخطيط لإقامة العديد من الفعاليات ضمن المنتدى، والتي تستهدف مسارات عمل محددة.
ويحضر مئات الناس هذه الفعاليات بشكل منتظم، فالانفتاح الفريد من نوعه الذي تتسم به أجواء فعاليات GoveTech Lab استقطب اهتمامًا كبيرًا من الناس، كما يشهد على ذلك عدد المشاركين في النقاشات المفتوحة.

-4 مؤسسات، قدّم كل منها تحدٍّ مختلف كجزء من سلاسل التحدي.

التحديات وحالات الفشل

واجه الفريق الذي أطلق مبادرة GovTech Lab تحديات جمّة منذ البداية. أولًا، لم يكن مصطلح «GovTech»، أي التكنولوجيا الحكومية، مألوفًا لمتحدثي اللغة الليتوانية. ولتجاوز هذه العقبة، أطلق الفريق حملة ترويجية، شملت فيديو تعريفيًا وموقعًا على الإنترنت وصفحة على الفيسبوك بهدف تقديم معلومات تعرّف أكبر قدر من الناس إلى مفهوم التكنولوجيا الحكومية. وواجه الفريق مشكلة أخرى في البداية تمثّلت بقلة اهتمام مؤسسات القطاع الحكومي بالمشاركة في سلسلة التحديات، فقد لاقت الفكرة في البداية مقاومة، خاصة من المؤسسات التي أبدت اهتمامًا أقل بالابتكار من غيرها. وبعد التجربة والخطأ، تمكّن فريق GovTech Lab من وضع استراتيجية لتقديم فكرة المبادرة يمكن أن تجذب اهتمامًا أكبر من مؤسسات القطاع الحكومي. ثالثًا، واجه الفريق صعوبة في إيجاد مصادر تمويل ملائمة، وهي أحد أكبر الصعوبات التي واجهته، إذ لم يتقبّل بعض المساهمين الرئيسيين فكرة المبادرة في البداية.

الظروف التي ساهمت في نجاح المبادرة

-البنية التحتية والخدمات المتاحة: يعود الكثير من الفضل في نجاح مبادرة GovTech Lab إلى البنية التحتية الداعمة للابتكار ا في ليتوانيا، وهذا يشمل فريق Create Lithuania الذي جمع الأشخاص الذين أطلقوا المبادرة مع وكالة العلوم والابتكار، والتي تملك البنية التحتية اللازمة لتمويل هذا النوع من المبادرات.

-القيادة والتوجيه: شكّلت القيادة عاملًا أساسيًا للنجاح، حيث حظيت مبادرة GovTech Lab بدعم مباشر من أعلى المستويات بوزارة الاقتصاد والابتكار، ولا شك أن التوجيه الذي قدّمه هؤلاء القادة لعب دورًا هامًا في نجاح المبادرة.

-الموارد البشرية والمالية: شكّلت الموارد البشرية محركًّا كبيرًا لنجاح المبادرة. حيث أطلق المبادرة فريق من الأشخاص عزموا على إنجاح المبادرة خلال فترة 6 أشهر، ولم يكن نجاح هذا المشروع ممكنًا لولا أن استثمر الفريق وقته وجهده بالكامل.

إمكانية تكرار التجربة

تؤكد لنا طبيعة سلسلة التحديات في مبادرة GovTech Lab أن هذا الابتكار قابل للتطبيق في مواضع أخرى مستقبلًا، وأن هذا الأمر سيتم بالفعل؛ فالسلسة الحالية التي تشارك فيها 4 مؤسسات من القطاع الحكومي هي مجرد تجربة أولية تهدف إلى جس نبض قدرة القطاع الحكومي على تطبيق الابتكارات التكنولوجية الخاصة بشركات القطاع الخاص. وستوضّح هذه التجربة لفريق المبادرة المَواطِن التي يجب تحسينها، وستزوّده بنظرة عميقة إلى العمليات التي تفسح المجال للتعاون الفعال بين القطاعين الحكومي والخاص. وسيتم بعدها تطبيق المعارف الجديد وأفضل الممارسات على سلاسل التحدي المستقبلية، والتي ستستقطب مؤسسات جديدة من القطاع الحكومي قطعًا. ويصب هذا كلّه في هدف نهائي يتمثّل بأن تتمكن كل مؤسسة من تكرار تجربة سلاسل التحدي دون الحاجة لمساعدة فريق GovTech Lab. ويمكن كذلك تكرار فعاليات GovTech مثل ملتقيات Digital Lithuania Meetup ومنتدى GovTech Forum نظرًا لطبيعتها التي تسهّل بذلك.

الدروس المستفادة

يتمثل أحد أكبر التحديات الناجمة عن إدخال الابتكار في مجال عمل القطاع الحكومي، في إيجاد ثقافة للابتكار تتمحور حول فكرتك، ففي غالب الأحيان، تُقدِم مؤسسات القطاع الحكومي على التغيير ببطء، كما أن بعض العاملين في القطاع الحكومي قد لا يشعرون بالتحفيز للسعي نحو تحقيق الابتكار، نظرًا للعوائق التي يرونها في النظام، لذلك، من المهم أن نعمل على تغيير هذه العقلية. ويمكن القيام بذلك عبر نشر ثقافة الابتكار في القطاع الحكومي. وقد نجح فريق GovTech Lab بذلك عبر تنسيق فعاليات أظهرت منافع التكنولوجيا للقطاع الحكومي، ومع الوقت، نجم عن ذلك مجتمعًا متناميًا من الناس الذين يؤمنون بفكرة دمج التكنولوجيا في أعمال القطاع الحكومي. كما تمكنّت GovTech Lab من الازدهار داخل ليتوانيا بسبب هؤلاء الناس، وأيضًا بسبب الدعم الذي حصلت عليه من الشركات الناشئة وشركات تكنولوجيا المعلومات الكبيرة والمنظمات غير الحكومية والعاملين في القطاع الحكومي وغيرهم من الأطراف المعنية. وينخرط هذا المجتمع في نقاشات مع فريق GovTech Lab ويقدّم آرائه وتعليقاته التي تساعد الفريق في تحسين عملياته الداخلية. ولولا هذا المجتمع، لواجهت GovTech Lab وغيرها من المبادرات المماثلة صعوبة في تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين.
ومن العوامل الهامة التي أدت دورًا هامًا في نجاح المبادرة هي القيادة، حيث لم يكن من السهولة إقناع قادة ليتوانيا أن GovTech Lab سيكون مفيدًا بل ضروريًا، لنمو منظومة الابتكار. ولذلك، استخدم فريق GovTech Lab نهجًا معيناً، حيث بدأ بتقديم الفكرة للمسؤولين في أعلى مستويات الحكومة، ثم قدمها لمن هم في المستويات الأقل، تدريجيًا. وقد فرض كل مستوى صعوبات خاصة فيه، لكن هذا النهج ساعد فريق المبادرة على إجابة الأسئلة وتقبل الانتقادات من الكثير من الأفراد، حيث أن أفضل طريقة لتقديم هذه المبادرة كانت الطريقة التقليدية المتمثلة بإجراء جلسات وجهًا لوجه مع جميع المعنيين. وبلا شك، لن تلقى المبادرات من هذا النوع قبولًا لولا دعم القيادة العليا، وما ساعد على نجاح المبادرة أيضًا هو حرصنا على تقديمها لوزارة الاقتصاد والابتكار بحيث تتبناها كأولوية قصوى من أولوياتها.

معلومات إضافية

يسر فريق GovTech Lab في ليتوانيا أن يشارك أفضل الممارسات والدروس المستفادة من تجاربه مع المعنيين. ويُمثّل التعاون الدولي إحدى القيم الجوهرية لفريق GovTech، لذلك لا يضيع الفريق أي فرصة تتاح له لأن يكون جزءًا من تعاون دولي في مجال الابتكار. ويعتبر نقل المعرفة عاملًا أساسيًا في خلق منظومة عالمية من المبادرات المماثلة لـ GovTech Lab تسعى لتحقيق أقصى درجات المنفعة للمجتمع. وتطمح ليتوانيا لأن تصبح الرائدة في مجال تبني التكنولوجيا الحكومية عبر احتضانها ودعمها لمبادرة GovTech Lab وغيرها من المبادرات الحكومية المبتكرة. ولا شك أن إقامة شراكات على مستوى الأقاليم أو القارات سيضيف قيمة هائلة لجميع الأطراف المشاركة.

اشترك في منصة ابتكر لتبقَ على اطلاع على أحدث المبادرات والمساقات والأدوات والابتكارات الحكومية
قم بالتسجيل
اشترك في النشرة الإخبارية لمنصة ابتكر
القائمة البريدية للمبتكرين
تصل نشرتنا الإخبارية إلى أكثر من 30 ألف مبتكر من جميع أنحاء العالم!
اطلع على النشرة الإخبارية لدينا لتكون أول من يكتشف الابتكارات الجديدة و المثيرة و الأفكار الملهمة من حول العالم التي تجعلك جزءاً من المستقبل.
Subscription Form (#8)
المزيد من ابتكر

الرقمنة نحو مجتمع أفضل: الدروس المستفادة من التجربة المكسيكية

على الرغم من كونها عاصمة لأحد أكبر اقتصادات العالم وتمتعها بتاريخ عريق، تواجه مكسيكو سيتي تحديات صعبة من ضمنها الفقر والاكتظاظ السكاني. وفي ظل البيروقراطية وعدم المساواة الاجتماعية السائدة تبدو التحديات كبيرة والحلول مستعصية. لكن بوادر التغيير، وإن كانت بطيئة، بدأت بالظهور بفضل جهود الوكالة الرقمية للابتكار العام التي تشكل تجربتُها حالةً نموذجية تسلط الضوء على أهمية الدعم السياسي والمالي، وتعاون مختلف الدوائر الحكومية، لتوفير خدمات حكومية رقمية فعالة تساهم في تحسين نوعية حياة سكان المدينة.

 · · 18 سبتمبر 2024

التكنولوجيا الخضراء: مبادرة سنغافورة للارتقاء بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات نحو الاستدامة

يعدّ أثر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تغير المناخ ضئيلاً نسبياً حين مقارته بمصادر الانبعاثات الكربونية الرئيسية كالمواصلات والأنشطة الصناعية والبشرية الأخرى التي تستخدم الوقود الأحفوري بكثافة. لكن مع نمو الطلب على هذا القطاع وبنيته التحتية، من المتوقع أن ترتفع كثيراً مساهمته التي تقدر اليوم بين %1.8 و%4 من مجمل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عالمياً، لتبلغ نحو %14 بحلول العام 2040، ما يجعله مصدر قلق متنامٍ لكافة الدول الساعية للحد من آثار تغير المناخ. في مواجهة هذا التحدي، أطلقت سنغافورة التي تتميز باستخدامها المكثف لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مبادرة شاملة وطموحة تستهدف خفض معدل الانبعاثات الناتجة حالياً عن هذه التكنولوجيا بمعدل %50 بحلول العام 2030، تماشياً مع الأهداف العالمية في هذا المجال.

 · · 18 سبتمبر 2024

استخدام مبتكر للبيانات لدعم صنّاع القرار في قطاع الصحة الكندي

شكلت جائحة كوفيد-19 تحديا عالميا غير مسبوق، وكشفت عن نقاط ضعف في صنع السياسات وأنظمة الرعاية الصحية أدت إلى أوجه قصور في إدارة الأزمات. غير أن بعض البلدان لجأت إلى نهج مبتكرة ساعدت على التخفيف من أثر الأزمة وأثبتت جدارتها في أن تصبح جزءا من آليات دعم التأهب لحالات الطوارئ الصحية في المستقبل. كانت كندا واحدة من هذه البلدان ، حيث تبنت البيانات الضخمة لتتبع حركة السكان لإبلاغ عملية صنع القرار في مواجهة COVID-19.

 · · 22 أغسطس 2024

"التنقل كخدمة": الحكومة البريطانية تجمع كل وسائل النقل على منصة واحدة

انطلقت خلال السنوات الماضية مبادرات في عدد من الدول تسعى إلى استثمار التقدم الحاصل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتقنيات الدفع الإلكتروني، في جمع خدمات وسائط النقل المختلفة على منصة واحدة، توفر للمستهلكين سهولة غير مسبوقة في التخطيط لرحلاتهم، واختيار وسائل النقل التي تناسبهم، والحجز، وشراء التذاكر– ضمن ما أصبح يطلق علية تسمية "التنقل كخدمة". لكن هذه التجارب لا زالت في بداياتها، وهي محدودة النطاق بشكل عام نظراً لمجموعة من التحديات. في المملكة المتحدة، حيث تم إطلاق أكثر من مبادرة في هذا المجال، أصدرت الحكومة مؤخراً مدونة ممارسات خاصة بمفهوم وتطبيقات "التنقل كخدمة" كمرجع للمعايير والإرشادات التي تتوافق مع توجهات وطموحات الحكومة لمشهد التنقل في المملكة، خاصة من جهة المحافظة على الشمول المجتمعي، وضمان نفاذ كل فئات المستخدمين للخدمة.

 · · 22 أغسطس 2024

توظيف أجهزة الاستشعار الذكية في بيانات إدارة الطرق

مع تقدم التكنولوجيا في مجال الكاميرات الذكية، وأجهزة الاستشعار، ونقل للبيانات، والذكاء الاصطناعي، بدأت بعض المدن الكبرى بالنظر في استغلال هذه التقنيات مجتمعةً في حل المشاكل الناجمة عن حركة المرور على الطرق الداخلية والمحيطة بها. من أبرز الجهود المبتكرة في هذا المجال مشروعان تجريبيان أطلقهما مؤخراً كل من مجلس مدينة ولينغتون، عاصمة نيوزيلندا، ودائرة النقل في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة.

 · · 23 يوليو 2024
magnifiercrossmenuchevron-downarrow-right