رفع كفاءة الشحن البحري اعتماداً على تقنية بلوكشين في عُمان

رفع كفاءة الشحن البحري اعتماداً على تقنية بلوكشين في عُمان

1 دقيقة قراءة
بتمويل من الصندوق العماني للتكنولوجيا، أوجدت "كيوبكس غلوبال" (Cubex Global)، وهي شركة عُمانية ناشئة، بالتعاون مع الجهات المعنية، نموذجاً بديلاً، يسمح باستغلال المساحات الفارغة في الحاويات بشكل أكثر كفاءة. يتيح النموذج المستحدث للمتعاملين حجز الأمتار المكعبة من الحاويات الفارغة عبر منصة رقمية تعتمد على تقنية بلوكتشين. وقد فازت المبادرة بجائزة المنتدى الاقتصادي العالمي المخصصة لتشجيع الابتكار في قطاع حماية المحيطات في عام 2020.
شارك هذا المحتوى

أضف إلى المفضلة ♡ 0

يتسبب الشحن البحري بما يقارب 3% من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، وفقاً للمنظمة البحرية الدولية (IMO)، محتلاً المركز السادس ضمن قائمة أكبر الملوثات في العالم. فكيف يمكن إيجاد حل مبتكر يزيد من كفاءة قطاع الشحن البحري وبالتالي خفض معدلات التلوث الناتج عنه؟

تنقل بواخر الشحن على متنها الملايين من الحاويات سنوياً متسببة بارتفاع معدلات انبعاثات الكربون في العالم. ومن أهم التحديات التي تواجه قطاع الشحن البحري صعوبة رفع كفاءة وفعالية أنظمة تعبئة الحاويات، حيث يتم شحن ملايين الحاويات فارغة بنسبة 20% إلى 40%، ما ينجم عنه 280 مليون طن من انبعاثات الكربون وتكلفة إضافية تصل إلى 25 مليار دولار أمريكي سنوياً.

ولعل السبب الأهم في انخفاض كفاءة أنظمة تعبئة الحاويات يعود إلى اعتماد أغلب وكلاء الشحن على استخدام الوسائل التقليدية كالهواتف والفاكس والبريد الإلكتروني لإدارة عملية تعبئة الحاويات. ومن هنا برزت الحاجة إلى إيجاد حل مبتكر يعتمد على وسائل أكثر حداثة لرفع كفاءة قطاع الشحن البحري.

بتمويل من الصندوق العماني للتكنولوجيا، أوجدت "كيوبكس غلوبال" (Cubex Global)، وهي شركة عُمانية ناشئة، بالتعاون مع الجهات المعنية، نموذجاً بديلاً، يسمح باستغلال المساحات الفارغة في الحاويات بشكل أكثر كفاءة. يتيح النموذج المستحدث للمتعاملين حجز الأمتار المكعبة من الحاويات الفارغة عبر منصة رقمية تعتمد على تقنية بلوكتشين. وقد فازت المبادرة بجائزة المنتدى الاقتصادي العالمي المخصصة لتشجيع الابتكار في قطاع حماية المحيطات في عام 2020.

ولإدراك آلية عمل هذا الابتكار من المهم فهم كيفية شحن الحاويات بحرياً، حيثتصنّف حمولات حاويات الشحن ضمن مجموعتين رئيسيتين، الأولى تُدعى "حمولة حاوية كاملة" (Full-Container-Load - FCL)، وهي حاويات يتم تعبئتها بالكامل من قبل مستخدم أو جهة واحدة، والصنف الثاني يدعى "حمولة أقل من حاوية" (Less-than-Container-Load – LCL)، وفي هذا الصنف تتشارك جهات متعددة في حجز الحيّز المتاح في حاوية واحدة.

وبالنظر إلى أنماط شحن الحاويات هذه، توصّلت شركة "كيوبكس غلوبال" إلى خلاصة مفادها أن التحدي الأكبر الذي يواجه شركات ووكلاء الشحن في سلطنة عُمان يكمن في عدم استغلال المساحات المتوفرة في الحاويات ذات "حمولة أقل من حاوية" بشكل فعّال يسمح بتعبئتها بالكامل. وبناء عليه، عملت الجهات القائمة مع الشركة على إيجاد حل بديل يوفر منصة واحدة بمزايا متعددة تسمح للمستخدمين بإجراء المعاملات بشكل سلِس رقمياً، مثل إنجاز الحجوزات عبر المنصة، وتسهيل المعاملات الورقية المطلوبة، وتتبّع الشحنات في الزمن الحقيقي. ولتعزيز كفاءة أنظمة تعبئة الحاويات، تم تطوير سوق رقمي مبني على مبادئ تقنية بلوكشين التعاونية، تتيح بيع وشراء الأمتار المكعبة الفارغة في الحاويات والمزايدة عليها، ما يعزز التنافسية بين وكلاء الشحن من جهة، ويزيد من نسبة استغلال المساحات الفارغة في الحاويات من جهة أخرى.

قدّم هذا النموذج المستحدث للشحن العديد من المزايا التي انعكس أثرها إيجاباً على قطاع الشحن في عُمان. فقد بات بمقدور المستخدمين لخدمات الشحن أن يحصلوا على أسعار تنافسية عبر المنصة الرقمية وأن يحجزوا المساحات الفارغة في الحاويات عبر الإنترنت في ثوانٍ معدودة، دون الحاجة إلى إنجاز معاملات معقدة. كما أتاح النموذج الجديد تخزين جميع المعاملات الخاصة بالشحنات وإدارتها اعتماداً على الحوسبة السحابية بشكل يقلل من فرص وقوع أخطاء بشرية غير مقصودة أو عمليات تلاعب متعمدة. كما تعمل تقنية بلوكشين على حماية البيانات والمستندات، حيث تعتبر من أكثر أنظمة إدارة السجلات الرقمية أماناً في العالم. وبالإضافة إلى ذلك، بات بمقدور صاحب الشحنة أن يتابع مسار شحنته، وأن يحصل على تنبيهات وإشعارات الشحن في الزمن الحقيقي. وأخيراً توفر المنصة الرقمية بيانات لحظية ومعلومات هامة تتيح للمستخدم اتخاذ قرارات تصب في مصلحة أعماله، حيث يقوم نظام تتبع الحاويات بتحديد موقع الحاويات على خريطة العالم، ويحسب الوقت التي تقضيه الشحنات في الموانئ، ويُخطِر المستخدم على الفور بأي تأخير يطرأ على حركة الحاوية.

في حين ما زالت معظم شركات الشحن عالمياً تستخدم الوسائل التقليدية كالهواتف والفاكس والبريد الإلكتروني لتعبئة حاوياتها، وظّفت عُمان منصة رقمية مدعومة بتقنية بلوكتشن تعزز من كفاءة استخدام المساحات الفارغة في حاويات الشحن. وبذلك أوجدت حلاً مبتكراً للتغلب على أحد أكثر تحديات الشحن العالمي تكلفةً مادياً وبيئياً. وإذا عُممت هذه التقنية على موانئ أخرى قد تساهم في توفير ما يقارب 25 مليار دولار من الإيرادات المفقودة سنوياً وخفض ما يصل إلى 20% من انبعاثات الكربون الناتجة عن قطاع الشحن. كما أن استخدام تقنية البلوكشين قد يدفع الشركات العاملة في هذا المجال على تبني أساليب أكثر شفافية وأماناً.

مراجع:

  1. https://www.springwise.com/pdfgen/sustainability-innovation/mobility-transport/cubex-global-marketplace-recovery-ocean-freight
  2. https://cubex.global/web/
  3. https://www.weforum.org/agenda/2020/06/3-innovations-that-are-leading-the-fight-to-save-our-ocean/
  4. https://uplink.weforum.org/uplink/s/uplink-contribution/a012o00001G7khBAAR/cubex-global-marketplace-for-25-billion-revenue-recovery-in-ocean-freight
  5. https://www.springwise.com/sustainability-innovation/mobility-transport/cubex-global-marketplace-recovery-ocean-freight#:~:text=Spotted%3A%20Cubex%20Global%2C%20an%20Omani,container%20going%20to%20any%20destination.
اشترك في منصة ابتكر لتبقَ على اطلاع على أحدث المبادرات والمساقات والأدوات والابتكارات الحكومية
قم بالتسجيل
أشترك في القائمة البريدية لمنصة ابتكر | كل أسبوع
القائمة البريدية للمبتكرين
نشارك أكثر من 20,000 مبتكر أسبوعياً نشرة أخبارية ترصد الابتكارات العالمية من كافة أنحاء العالم
Subscription Form (#8)
المزيد من ابتكر

استخدام الطائرات المسيّرة في فحص البنى التحتية لعمليات أكثر أماناً واستدامةً

أطلقت قضية سلامة البنى التحتية والحفاظ عليها سباقاً محموماً بين حكومات العالم، ليصل العديد منها في آسيا وأوروبا وأمريكا إلى استخدام تقنية الطائرات المسيّرة من دون طيار لإجراء عمليات التفتيش الدورية لهذه البنى بغية توفير الوقت والتكلفة وزيادة الدقة وتعزيز الكفاءة.

 · · 15 مايو 2023

دول آسيوية تعلّق آمالها على الحافلات ذاتية القيادة

يبدو أنّ المركبات ذاتية القيادة هي مستقبل النقل. قناعةٌ توصّلت إليها دول آسيوية عدّة أبرزُها كوريا الجنوبية والصين واليابان، وكلٌّ منها تعمل بدأب لتغيير شكل منظومة النقل عبر إجراء التجارب وسنّ التشريعات وتطوير التقنيات.

 · · 15 مايو 2023

سنغافورة تختبر طرقاً عديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم

على عكس بعض الحكومات التي اتخذت موقفاً متحفظاً، بل وسلبياً أحياناً، حيال اعتماد روبوت الدردشة المستند إلى الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، تعملُ حكومة سنغافورة بجدية على اختبار تطبيقاتٍ تستند إلى الذكاء الاصطناعي وترمي إلى تعزيز تجربة التعلّم للطلبة وللمعلّمين على حد سواء، وعلى ثلاثة محاور: التعلّم التكيّفي، وتقييم أعمال الطلبة، وتقديم ملاحظات على النصوص البرمجية التي يقدمها طلبة البرمجة.

 · · 25 أبريل 2023

سنغافورة تتجه صوب الأعماق في مشروعٍ لرقمنة باطن الأرض

من أجل حياة أفضل للمواطنين، وللتغلّب على محدوديّة المساحات المتاحة ضمن جغرافيّة البلاد الصغيرة، وجّهت سنغافورة اهتمامها إلى باطن الأرض، وأطلقت مبادرةً بحثيّة تطبيقيّة متكاملة استعانت فيها بالوسائل الرقمية، وبدمج البيانات، بهدف إتاحة معلومات موثوقة تتيح تخطيطاً وإدارةً أفضل للحيّز الجوفيّ تحت الأرض، بغية استخدامه في بناء مرافقها وتشييد بنيتها التحتية، والاستعداد لدعم خطط سنغافورة المستقبلية.

 · · 12 أبريل 2023

أجهزة استشعار ذكية لشتاء آمن في الشوارع البريطانية

تألف المملكة المتحدة الشتاءات الباردة، لكنّها تسعى لإيجاد حلول لتخفيف قسوتها، لذلك شرعت مجالس محلية عدة في تركيب شبكات من أجهزة الاستشعار تراقب ظروف الطقس وحالة الطرق لتساعد السلطات على اتخاذ قراراتٍ مستنيرة وإرسال الفِرَق البلدية إلى المكان الصحيح، وفي الوقت الصحيح.

 · · 4 أبريل 2023
magnifiercrossmenuchevron-downarrow-right