يعتبر الفحص جزءًا هامًا من الجهود المبذولة لمكافحة انتشار كوفيد19 وذلك لأن أعراض الإصابة بالفيروس متنوعة وقد تكون طفيفة لدى بعض الأشخاص مما يجعلهم مساهمين في نشره. ومن هنا، يعد امتلاك وسائل فحص فعالة لأعداد كبيرة من السكان يوميًا عنصرًا هامًا في أي استراتيجية للقضاء على المرض، لأنه يساهم في تحديد حالات الإصابة واتباع استراتيجيات التخفيف اللازمة كالتباعد الاجتماعي. مع العلم أنه في بداية تفشي المرض، واجهت كل من الصين وكوريا الجنوبية نقصًا حادًا في أعداد أدوات الفحص.
ولضمان فحص أعداد كبيرة من الأشخاص بجودة عالية، طورت كوريا الجنوبية مختبرات مؤقتة للفحص في المركبات حيث تسجل أسماء الأفراد وتُجمع منهم عينات مسحة الأنف ومن ثم تصلهم رسالة قصيرة بنتيجة الفحص خلال 24 ساعة، وذلك ضمن عملية تستغرق 10 دقائق كحد أقصى. وهكذا أصبحت هذه المختبرات على الخطوط الأمامية في عملية احتواء الوباء العالمي.
يتألف إحدى مراكز الفحص في سيؤول من أربعة مكاتب شبيهة بالعربات المتنقلة لها مظلات بيضاء في مقدمتها. يقوم الأطباء الذين يرتدون بدلات ونظارات واقية بقياس درجة حرارة السائق باستخدام ميزان حرارة يعمل بالأشعة تحت الحمراء ويطلبون منه تعبئة استبانة. ووفقًا لرأي الطبيب، قد يتأهل الشخص للخضوع للفحص في حال ارتفاع درجة حرارة جسمه وزيادة احتمالية تعرضه للإصابة بناءً على الأماكن التي تواجد فيها أو الأشخاص الذين خالطهم. ويجدر الذكر أن السائق فقط من يخضع للفحص دونًا عن الركاب المتواجدين في السيارة.
وفي نفس الإطار، أطلقت هيئة الصحة في أبوظبي مبادرة مماثلة في الإمارات العربية المتحدة. إذ سيتم افتتاح مراكز فحص في دبي والشارقة (بحيث تخدم كل من عجمان وأم القيوين) ورأس الخيمة والفجيرة والعين والظفرة قبل منتصف شهر أبريل. وتعمل هذه المراكز في أبوظبي من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الثامنة مساءً كل أيام الأسبوع. ويخضع الأفراد للفحص مجانًا مع مراعاة منح الأولوية للمصابين المحتملين بالفيروس والأشخاص الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والنساء الحوامل أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
توجد في كوريا الجنوبية أكثر من 500 محطة تمكنت من فحص 100,000 شخص في أنحاء البلاد. وقد ساهمت مراكز الفحص من المركبة في تسريع إجراءات الفحص وزيادة عددها لتتفوق كوريا الجنوبية على غيرها من الدول، إذ أنها قادرة على فحص ما يصل إلى 384 شخص في اليوم الواحد.
أما في الإمارات العربية المتحدة، يقدم مركز الفحص في أبوظبي خدماته لما يصل إلى 600 شخص معرض للخطر. ويأتي قرار إنشاء مراكز للفحص في إمارات أخرى بهدف تعزيز قدرات الفحص على مستوى الدولة.