يرى العديد من أولياء الأمور والمعلمين بأن الأطفال في عصرنا الحالي لا يمارسون الأنشطة البدنية بصورة كافية، بل يقضون أغلب وقتهم على الأجهزة الإلكترونية وألعاب الفيديو. كما يميل الأطفال اليوم إلى الانجذاب للتقنيات بدلًا من اللعب في الهواء الطلق. وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن 1 من بين 6 أطفال ومراهقين يعانون من السمنة نتيجة لانخفاض مستويات النشاط البدني بسبب ألعاب الفيديو.
لجأت بعض المدارس والمعلمين من مختلف المراحل إلى تقديم ألعاب حركية تعتمد على الواقع الافتراضي في الصفوف المدرسية أو في الفعاليات المدرسية وقد أثبتت التجربة فعاليتها. من هذا المنطلق، كان لا بد من التوصل إلى حل يوظف التقنيات لتشجيع الأطفال على الحركة وتعزيز مستوى نشاطهم، وبالفعل تم إطلاق مشروع النادي الرياضي بتقنية الواقع الافتراضي.
يعتمد هذا المشروع على تسخير تقنيات الواقع الافتراضي التي تحفز المشاركين على تحريك عضلاتهم وأجسامهم وليس فقط أعينهم وأصابعهم كما هو الحال في غالبية ألعاب الفيديو؛ بحيث يُطلب من المشترك ممارسة رياضة ما أو القيام بحركات معينة كجزء من اللعبة.
كانت مدرسة فالي داي في موريسفيل بولاية بنسلفانيا أول مدرسة توفر النادي الرياضي الافتراضي المتطور «Lu» على مستوى البلاد. وتم تجهيز النادي الذي تم إطلاقه في مايو 2018 بأجهزة استشعار الكاميرا ونظام صوت ستيريو وأجهزة عرض ثلاثية الأبعاد وغيرها من ملحقات الألعاب بحيث يحول حصة النشاط البدني إلى لعبة فيديو تفاعلية للأطفال. وبغية تعزيز الفائدة المحققة من هذا البرنامج والمساعدة في الحفاظ على نمط حياة صحي ومفيد، تم دمجه مع مواد أكاديمية مثل المسائل الحسابية.
وأثبت البرنامج نجاحه في ترسيخ فكرة توظيف تقنيات الواقع الافتراضي لتحفيز النشاط البدني، وقد أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن التجربة تم تعميمها على مستوى المجتمع ككل وليس فقط على مستوى مدرسة فالي داي. من جهة أخرى، تعاون كل من معهد الواقع الافتراضي للصحة والرياضة وقسم علم الحركة بجامعة سان فرانسيسكو لتطوير أداة تتبع تمارين الواقع الافتراضي (VR Health Exercise Tracker) التي تقيس بشكل خاص السعرات الحرارية المحروقة. وصممت أداة التتبع لاحقًا لمئات الساعات التي أمضيت في اختبار معدات الحرق المرتبطة بأنشطة الواقع الافتراضي باستخدام أجهزة بحثية، وجمع بيانات متعلقة بالتمثيل الغذائي بما في ذلك عدد السعرات الحرارية المحروقة.