الطائرات المُسيرة تنضم لقائمة المبادرات الحكومية لمكافحة فيروس كورونا

نبحث عن تجارب ناجحة من جميع أنحاء العالم لنتعرف على أفضل الممارسات القائمة على تسخير الابتكار في تطوير السياسات، واستخدام تقنية المعلومات، وتقديم الخدمات بأساليب حديثة تتماشى مع الجهود المبذولة لاحتواء انتشار الفيروس ومعالجة تداعياته الاجتماعية والاقتصادية.

الطائرات المُسيرة تنضم لقائمة المبادرات الحكومية لمكافحة فيروس كورونا

1 دقيقة قراءة
نظرًا لارتفاع مستوى العدوى بفيروس كورونا، لجأت الجهات الصحية الحكومية إلى تطوير طرق مبتكرة لتقديم خدمات الرعاية الصحية؛ لا سيّما وأن الطرق التقليدية تتسم بالمحدودية وقد تُعرض حياة الطواقم الطبية للخطر. ونجحت الصين والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا في ابتكار سبل جديدة لتسخير الطائرات المُسيرة كأداة لمواجهة هذا الوباء العالمي.
شارك هذا المحتوى

أضف إلى المفضلة ♡ 0

بعد مرور خمسة أشهر تقريبًا على ظهوره، سجّل فيروس كورونا مستوى عالي من العدوى وسرعة الانتشار. وينتقل الفيروس بشكل رئيسي عبر الرذاذ الناتج عن الجهاز التنفسي، ويمكن أن ينتشر جرّاء لمس الأسطح الملوثة بحيث تستخدم البخاخات المعقمة كواحدة من آليات الحد من انتشار الفيروس. وبالنظر إلى الطرق التقليدية المتبعة لتقديم خدمات الرعاية الصحية، نجد بأنها محدودة وتُعرض حياة الطواقم الطبية للخطر في بعض الأحيان. من هنا بدأت الجهات الصحية الحكومية بتطوير طرق مبتكرة لتقديم خدمات الرعاية الصحية بحيث تراعي معايير التعقيم وتقلل من الاتصال المباشر بما يسهم في احتواء انتشار المرض. وفي المقابل، يجب حث أفراد المجتمع على البقاء في المنزل والالتزام بالتباعد الاجتماعي الذي تنادي به حكومات العالم.  

الطائرات المُسيّرة، الطائرات بدون طيار، اختلفت الأسماء والتقنية واحدة؛ فهي عبارة عن طائرات موجهة عن بعد أو مبرمجة للتحليق إلى مواقع محددة مسبقًا. ونجحت الصين والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا في ابتكار سبل جديدة لتسخير الطائرات المُسيرة كأداة لمواجهة هذا الوباء العالمي.

كانت الصين -وهي مصدر انتشار الوباء- السبّاقة في هذه التجارب، حيث استُخدمت الطائرات المسيرة المصممة لرش المبيدات الحشرية في رش مواد الكيميائية المعقمة في بعض الساحات العامة وعلى مركبات الوقاية من الأوبئة التي تنتقل بين المناطق الموبوءة. وللتأكد من أن عمليات التعقيم الجوية آمنة وليس لها مضار، تعاونت شركات التكنولوجيا مع السلطات الصينية لنشر سلسلة من الإرشادات التشغيلية والمواصفات التقنية ومشاركتها مع السلطات المحلية وضمان أن الجهود المبذولة تتم بطريقة آمنة وعلمية. ومن جهتها، أطلقت حكومة الإمارات العربية المتحدة حملة لتعقيم المدن وتطهيرها بالاعتماد على تقنيات مماثلة تستهدف مئات المناطق والمباني العامة.

وجرّبت الصين استخدام الطائرات المُسيرة لتسليم العينات الطبية مما يقلل من الحاجة للاتصال البشري خلال مراحل النقل. كما يتم تسخير الطائرات المُسيرة لضمان توصيل البضائع مثل الأطعمة وغيرها من المواد الأساسية، خصوصًا تلك المتجهة إلى مناطق نائية ويصعب الوصول إليها. وقد أصبحت خدمات التوصيل بالطائرات المُسيرة بديلًا مجديًا لا سيّما مع مطالبة الحكومة للسكان بالحد من تنقلهم وخروجهم من المنزل.

على صعيد آخر، تُستخدم الطائرات المُسيرة في كل من الصين وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة لغايات المراقبة والبث. ففي إسبانيا على سبيل المثال، يتم استخدام هذه الطائرات لتحذير الأفراد من الخروج من منازلهم ومراقبة الشوارع والكشف عن حالات عدم الالتزام بتعليمات الحكومة التي تقضي بملازمة المنزل. ويُشرف على التحكم بالطائرات المُسيرة فريق عمل متكامل يعمل على إرسال التحذيرات عبر الراديو.

وفي الإمارات العربية المتحدة تقوم بهذه المهمة شرطة دبي التي بدأت باستخدام الطائرات المُسيرة لتعميم الرسائل التي تدعو الأفراد إلى البقاء في منازلهم وتجنب الخروج إلا عند الضرورة القصوى. ويتم بث الرسائل عبر مكبّرات صوت بلغات مختلفة مثل اللغة العربية والإنجليزية والفلبينية والأوردو. ويكون نص الرسالة كما يلي: "ابقوا في منازلكم. تجنبوا التجمّعات. ابتعدوا عن أي شيء يعرض حياتكم وحياة عائلاتكم للخطر. نتمنى السلامة للجميع".  

أثمرت هذه المبادرة عن توفير الوقت والجهد وضمان سلامة عدد أكبر من الأفراد في مواجهة هذا الوباء الخطير. فقد نجحت الصين بتسريع عمليات توصيل البضائع للمناطق النائية باستبدال ساعات القيادة الطويلة برحلة بالطائرة المُسيرة لا تتجاوز مدتها 10 دقائق. كما أثبتت الطائرات المُسيرة فعاليتها في توصيل العينات الطبية بسرعة أكبر؛ إذ استغرقت الرحلات التي كانت تأخذ 20 دقيقة ما لا يزيد على 6 دقائق فقط، أي أن وقت التوصيل انخفض إلى النصف. وفضلًا عن اختصار الوقت وتسريع العمليات، أسهمت هذه الآلية في الحد من خطر لمس العينات. أما فيما يخص التعقيم، فيمكن للطائرة المُسيرة حمل ما يصل إلى 16 لترًا من المعقم، مما يساعد في تطهير مساحات كبيرة دون الحاجة إلى إرسال الأفراد للقيام بهذه المهمة في مناطق متأثرة بالفيروس. وعليه، قد تكون هذه الآلية أكثر فعالية بخمسين مرة من الرش اليدوي. 

المصادر: 1 2 3

اشترك في منصة ابتكر لتبقَ على اطلاع على أحدث المبادرات والمساقات والأدوات والابتكارات الحكومية
قم بالتسجيل
أشترك في القائمة البريدية لمنصة ابتكر | كل أسبوع
القائمة البريدية للمبتكرين
نشارك أكثر من 20,000 مبتكر أسبوعياً نشرة أخبارية ترصد الابتكارات العالمية من كافة أنحاء العالم
Subscription Form (#8)
المزيد من ابتكر

سنغافورة تعزز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي

كشفت السلطات في سنغافورة عن تطويرها لإطار عمل ومجموعة أدوات اختبار مبتكرة تساعد الشركات في مختلف القطاعات على تعزيز الحوكمة والشفافية والمساءلة في تطبيقاتها للذكاء الاصطناعي.

 · · 29 يناير 2024

التحول الرقمي للقطاع المالي البرازيلي يعزز الشمول المالي

تشهد البرازيل ثورةً في عالم التمويل الرقميّ وتزايداً في أعداد المنضمّين إليه، من خلال حملة إصلاح شاملة تقودها الحكومة، تكثِّف استخدام التكنولوجيا وتركّز على احتياجات العملاء وتجدِّد اللوائح وتطوِّر تطبيقات التحويل الفوري وتحمي مواطنيها من ارتفاع الفوائد وعمليات الاحتيال.

 · · 22 يناير 2024

كيف يساعد الذكاء الاصطناعيّ فِرَق الإطفاء الأمريكية

أمام أخطار كثيرة ومتنوعة تواجه رجال الإطفاء، من الأبنية الآيلة للانهيار إلى حالات الوهج الشديد التي قد تحدث في أي لحظة عند ارتفاع درجات حرارة الحرائق أو حرائق الغابات التي تلتهم كلّ ما في طريقها، لجأت عدة مدن أمريكية للذكاء الاصطناعيّ، بغية ترتيب أولويات هدم الأبنية القديمة، وإرشاد فِرَق الإطفاء في مهامها، والتنبؤ بحالات الانفجار الناتجة عن الحرائق الشديدة.

 · · 19 ديسمبر 2023

مدن ألمانية تحلّ التحديات المعقّدة باستخدام التوائم الرقمية

لأنّ التوائم الرقمية تقدّم نماذج تقنية تدعم التنمية المستدامة المستقبلية، تعمل الحكومة الألمانية باختلاف مستوياتها على إنشاء هذه التوائم، فترسي الشراكات مع القطاع الخاص لتطوير شبكة السكك الحديدية وإدارة شبكات المياه وتحسين جودة الحياة.

 · · 19 ديسمبر 2023

حكومات توظف الابتكار لمواجهة القيادة المستهترة

سعياً لاحتواء ظاهرة القيادة المستهترة التي تعتلي لائحة مسبِّبات حوادث الطرق في العالم، لجأت حكوماتٌ عدّة في كلٍّ من أوروبا وأمريكا إلى الكاميرات الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعيّ، لترصدَ المخالفات وتتكاملَ مع أُطُر ولوائحَ قانونيةٍ صارمةٍ لا تتهاون مع أيّ سائقٍ يعطي لعوامل التشتيت الأولوية على حساب سلامته وسلامة الآخرين.

 · · 4 ديسمبر 2023
magnifiercrossmenuchevron-downarrow-right