الروبوتات تقف إلى جانب الإنسان في مواجهة كوفيد19

نبحث عن تجارب ناجحة من جميع أنحاء العالم لنتعرف على أفضل الممارسات القائمة على تسخير الابتكار في تطوير السياسات، واستخدام تقنية المعلومات، وتقديم الخدمات بأساليب حديثة تتماشى مع الجهود المبذولة لاحتواء انتشار الفيروس ومعالجة تداعياته الاجتماعية والاقتصادية.

الروبوتات تقف إلى جانب الإنسان في مواجهة كوفيد19

1 دقيقة قراءة
يُستخدم الروبوت في الصين لتعقيم المستشفيات وفحص المرضى وتوصيل المواد الطبية إلى المستشفيات، فضلًا عن توصيل السلع الأساسية إلى الأفراد الخاضعين للحجر الصحي.
شارك هذا المحتوى

أضف إلى المفضلة ♡ 0

تواجه الطواقم الطبية المسؤولة عن تعقيم المناطق التي ينتشر فيها الفيروس مستويات عالية من خطر الإصابة بهذا الفيروس شديد العدوى. ويتعرض الأطباء والممرضون بشكل منتظم للفيروس أثناء قياس درجات الحرارة وجمع مسحات الأنف لفحص المرضى. وهذا ينطبق أيضًا على الموظفين المسؤولين عن تعقيم المستشفيات. ومن جانب آخر، قد تشكل مواد التعقيم الكيميائية خطرًا على الأشخاص إذا لم يتعاملوا معها بالشكل الصحيح.

ولتخفيف خطورة هذه المهام، استخدمت الصين الروبوتات لتأديتها. ففي مارس 2020، افتُتح مستشفى ميداني بكادر متكامل من الروبوتات داخل مركز "هونغشان" الرياضي في ووهان بؤرة تفشي كوفيد19 في الصين. وهدفت هذه المنشأة التجريبية التي أطلق عليها اسم "المستشفى الميداني الذكي" إلى تخفيف أعباء العاملين في مجال الرعاية الصحية حتى مع تباطؤ تفشي الفيروس في الأسابيع الأخيرة.

قدمت الروبوتات وأجهزة أخرى قائمة على تقنية إنترنت الأشياء جميع الخدمات الطبية في المنشأة، منها فحص المرضى بميزان حرارة متصل بشبكة الجيل الخامس (5G) لإنذار الكوادر في حال ارتفاع حرارة أي منهم. كما ارتدى المرضى أساور وخواتم ذكية مرتبطة بتقنية الذكاء الاصطناعي التي توفرها منصة "CloudMinds" لمراقبة مؤشراتهم الحيوية كدرجة الحرارة ونبض القلب ومستويات الأكسجين في الدم، بينما ارتدى الأطباء والممرضون الأجهزة ذاتها للكشف عن المؤشرات المبكرة للعدوى.

وخارج نطاق المستشفيات الميدانية، استعانت الصين بالروبوتات لمساعدة الطواقم الطبية على تأدية مهامها اليومية خلال تفشي كوفيد19. ومن بين هذه المهام التعقيم؛ إذ استفادت المستشفيات الصينية من الروبوتات لتعقيم الغرف باستخدام الأشعة فوق البنفسجية التي تقضي على الفيروسات والبكتيريا دون تعرض أي إنسان لخطر الإصابة بالعدوى. ويتم تخصيص موظف مسؤول عن الرعاية الصحية للتحكم بالروبوت من مسافة آمنة.

من جهة أخرى، استعانت بعض المستشفيات في الصين بالروبوتات الجوّالة المتمركزة قرب مداخل المستشفى لفحص المرضى وقياس درجة حرارتهم دون أي تدخل بشري مساهمةً في تخفيف العبء عن الطواقم الطبية.

وبسبب سرعة انتشار كوفيد19، يُنصح بتقليل التفاعل البشري إلى الحد الأدنى. وعليه، فقد بدأت شركات تقنية بتوزيع المزيد من الروبوتات لتأدية مهام كتوصيل اللوازم الطبية ضمن بيئات الرعاية الصحية. كما أثبتت الروبوتات فعاليتها في توصيل المواد الأساسية للأشخاص المحجورين صحيًا والذين يتسوقون عبر الإنترنت من منازلهم. ومثال ذلك تطبيق "Meituan Dianping" الذي قدم خيارات "التوصيل دون تلامس" عبر المركبات ذاتية القيادة والروبوتات.

وتُستخدم أيضاً الروبوتات داخل مخازن المتاجر الإلكترونية لأتمتة عملية استكمال الطلبات وتنظيمها. وتستخدم شركة الشؤون اللوجستية التابعة لموقع علي بابا، المعروف بأمازون الصين، الروبوتات لتنظيم المخازن وتوزيع المساعدات الطبية لمناطق مثل ووهان التي كانت بأمس الحاجة إليها لإجراء عمليات الفحص والعلاج من فيروس كورونا.

وفي مثال آخر، استعانت منصة توصيل الطعام "Ele.me" بالروبوتات لإيصال الوجبات للأفراد المحجور عليهم صحيًا في الفنادق بسبب الاشتباه بإصابتهم بالفيروس. فقد اختبرت الكثير من هذه الشركات خدمة التوصيل عبر الروبوت أو جربتها في نطاق صغير، إلا أن حجم الطلب المترتب على تفشي فيروس كورونا دفعها إلى توسيع نطاق خدماتها الروبوتية. كما دخلت الروبوتات إلى المطابخ للمساهمة في طهي الطعام وتقديمه في المطاعم.

المصادر:1 2 3 4  

اشترك في منصة ابتكر لتبقَ على اطلاع على أحدث المبادرات والمساقات والأدوات والابتكارات الحكومية
قم بالتسجيل
اشترك في النشرة الإخبارية لمنصة ابتكر
القائمة البريدية للمبتكرين
تصل نشرتنا الإخبارية إلى أكثر من 30 ألف مبتكر من جميع أنحاء العالم!
اطلع على النشرة الإخبارية لدينا لتكون أول من يكتشف الابتكارات الجديدة و المثيرة و الأفكار الملهمة من حول العالم التي تجعلك جزءاً من المستقبل.
Subscription Form (#8)
المزيد من ابتكر

المستشعِرات الحيوية … البيولوجيا ترصد البيولوجيا

في سعي العلم الدائم وراء الدقة والمعرفة الأعمق، تبرز المستشعِرات الحيوية بوصفها أجهزةً تحليليةً متطوّرةً تجمع بين عناصر الاستشعار البيولوجية ومحوّلات الطاقة لرصد المواد وقياسها، فتبشِّر بتغيير قواعد اللعبة في مجالاتٍ كالرعاية الصحية والمراقبة البيئية وسلامة الأغذية.

 · · 18 يونيو 2025

الدماغ الفائق … ابتكارٌ يبصرُ به المكفوفون

ضمن قفزةٍ رائدةٍ في تقنية المُعينات، طوّرت شركة "سيفِن سينس" من مقرِّها في إستونيا جهاز "الدماغ الفائق"، الذي يسمح لضعيفي البصر والمحرومين منه بـ "الرؤية" من خلال حاسة اللمس، باستخدام التقنيات المتقدّمة التي ترسم صورةً ذهنيةً للواقع فتطرح معايير جديدةً في هذا العالم.

 · · 18 يونيو 2025

حلولٌ مستوحاةٌ من الطبيعة… العفن يرسم خريطة لمحطات شحن المركبات الكهربائية

من الملهم أن يجد الباحثون حلولًا لأكبر التحديات في أصغر الكائنات. هذا ما فعله باحثون في سعيهم لتطوير البنية التحتية للمركبات الكهربائية، فاستوحوا من العفن الغروي طريقةً لإنشاء شبكة شحنٍ متعدّدة الأغراض توفِّر الوقت والتكلفة والأثرَ البيئيّ. مع التحول العالمي نحو وسائل نقل نظيفة، من المتوقع أن تحتل المركبات الكهربائية مكانة الصدارة في مستقبل النقل […]

 · · 23 مايو 2025

هامبورغ تطورّ الذكاء الاصطناعي محلياً لتحديث العمل الحكومي

مع تسابق حكومات العالم للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات سعياً لزيادة فعالية عملية اتخاذ القرار ورفع كفاءة خدماتها وسبر آفاق جديدة في العمل الحكومي، باشرت هامبورغ باختبار فعالية نموذج مبتكر من نماذج اللغات الكبيرة (LLM) أو برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي، طورته المدينة الألمانية محلياً ليس بهدف تحسين آليات تقديم الخدمات العامة فحسب، بل ولإعادة تصور إطار عمل تلك الخدمات والارتقاء بها إلى مستويات غير مسبوقة.

 · · 23 مايو 2025

مشروع أحياء الابتكار في هلسنكي يحول الضواحي إلى مختبرات حية

تتّخذُ غالبية مجمعات الابتكار، سواءٌ أكانت أكاديمية أو تكنولوجية أو صناعية، من مراكز المدن ومحيطها مقراً لها. لكن عاصمة فنلندا، هيلسنكي، وجّهت أنظارها صوب ضواحي عاصمتها، ليس لتنميتها فحسب بل ولتحويلها تدريجياً إلى مناطقَ ذكيةٍ للعيش والعمل، وجعلها محرّكاً للنمو الاقتصادي القائم على الابتكار على الأمد الطويل، لكي تواكب التنمية، مثل باقي أحياء مدينة هلسنكي، من خلال تبني الأفكار الجيدة وتطويرها ضمن مشاريع تعاونية عملية. يأتي ذلك ضمن رؤية هلسنكي في أن تحتل مكان الريادة بين مدن العالم الذكية.

 · · 23 مايو 2025
magnifiercrossmenuchevron-downarrow-right