أثناء التفاقم السريع لأزمة كوفيد19 في ووهان الصينية مطلع هذا العام، ارتفع الطلب بشكل ضخم ومفاجئ على معدات الحماية الشخصية بكافة أنواعها سواءً لدى المواطنين أو الأطباء والكوادر الطبية التي تعمل في الصفوف الأمامية. وواجهت البلاد صعوبة بالغة في توفير الكمامات لجميع المواطنين في مناطق مختلفة في ظل تفشي الفيروس، مما دفعها لطلب مساعدة رجال الأعمال الصينيين في الخارج لتزويدها بالكمامات اللازمة وغيرها من معدات الحماية الشخصية رغم أنها تعتبر المورد والمُصدّر الأول للكمامات.
ومنذ ذلك الحين، سعت الحكومات لزيادة إنتاجها المحلي ومخزونها من الكمامات الجراحية وأنواعها الأخرى لتلبية الطلب المستجد على معدات الحماية والوقاية. مؤخرًا، تعاونت حكومات عدة مع القطاع الخاص لتوفير الكمامات بسهولة أكبر وبتكلفة معتدلة للمواطنين بأساليب مبتكرة. ففي سنغافورة، مُنحت شركة تقنية تُدعى"Razer" موافقة الحكومة على توفير كمامات جراحية مجانية لجميع السكان عبر شبكة من آلات البيع الذاتي الموزعة في أنحاء البلاد. إذ وزعت الشركة عشرين آلة للبيع الذاتي في أماكن متعددة بما فيها الأسواق الكبيرة ومن المتوقع أن توفر 5 ملايين كمامة. ويمكن للسكان التسجيل في تطبيق"Razer Pay" للتحقق من هويتهم ومن ثم مسح رمز التحقق السريع في آلات البيع الذاتي للحصول على الكمامات. ويمكن لخط الإنتاج توفير ما يصل إلى 5 ملايين كمامة شهريًا أي ما يعادل كامل قدرته الاستيعابية، بينما يتم التخطيط لرفع قدرته الإنتاجية إلى 10 ملايين كمامة شهريًا خلال فترة وجيزة.
وعلى الصعيد نفسه، أطلقت بلديات جنوب بولندا مبادرة مشابهة لتوزيع عدة آلات للبيع الذاتي تزود السكان المحليين بالكمامات والقفازات ومعقمات الأيدي، كما زُودت هذه الآلات بشريحة لمراقبة مخزونها. وتُباع المنتجات بأسعار معقولة، بينما تتحمل السلطات المحلية تكلفة الكهرباء اللازمة لتشغيل هذه الآلات وإجراءات التعقيم المطلوبة.
مع مرور الوقت، من المتوقع أن تسعى المزيد من الحكومات لابتكار أساليب جديدة في توفير معدات الحماية الشخصية ضمن أسعار مناسبة أو مجانية لمن لا يستطيع تحمل تكلفة شرائها. وقد أثبتت مثل هذه المبادرات فعاليتها في حماية المجتمعات حول العالم.