منذ تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في الصين العام الماضي، اتّسع نطاق انتشار هذا الفيروس حول العالم وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنه وباء عالمي. ومع بداية فصل الربيع، أصبحت أوروبا المنطقة الأكثر تضررًا وعلى وجه الخصوص إسبانيا وإيطاليا، بينما تضاعفت أعداد الوفيات بسبب كوفيد19 في فرنسا خلال الأسبوع الأخير من شهر مارس. أما إسبانيا فقد فقدت 9,000 شخص بسبب الفيروس مما يجعلها الدولة الأكثر تضررًا بعد إيطاليا بسبب كوفيد19.
وفي ظل الأزمة التي تمر بها أوروبا، سجلت ألمانيا أعداد وفيات تقل بكثير عن الدول المجاورة. وقد نتج ذلك عن توافر عدة عوامل مثل وجود عدد كافي من أجهزة التنفس الاصطناعي وأسرّة العناية الحثيثة وتوافر مخزون كافٍ من لوازم الحماية الشخصية التي يحتاجها العاملون في المجال الصحي وتحقيق نجاح نسبي في عزل كبار السن والفئات الأكثر عرضة للخطر في المجتمع.
كما فُرضت في بعض أنحاء البلاد تعليمات صارمة للحجر الصحي. وتخطط ألمانيا أيضًا لإصدار “شهادات المناعة” التي تسمح للمتعافين من فيروس كورونا من تجاوز تعليمات الحجر الصحي أو مغادرة المناطق المعزولة قبل بقية سكانها وذلك بشرط ظهور نتائج إيجابية عند فحص الأجسام المضادة للفيروس. وصُممت هذه الفحوصات للكشف عما إن كان الشخص قد أصيب بكوفيد19 مما يعني أنه كان حاملًا للمرض وشكل مناعة ضده. ويمكن لنتيجة الفحص الإيجابية أن تسمح للأفراد بمغادرة المناطق المعزولة أو تدفع الحكومة لتخفيف القيود المفروضة على بعض المناطق التي تتطور فيها “مناعة جماعية”.
تعتزم المملكة المتحدة اتخاذ خطوات مشابهة عبر إجراء فحوصات لتخفيف قيود العزل والحجر الصحي. وبدورها، طلبت حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الملايين من أدوات الفحص المنزلي والتي يمكن إرسالها إلى العاملين في الخطوط الأمامية خلال الأسابيع القادمة وبيعها في الصيدليات وعبر المتاجر الإلكترونية مثل أمازون وذلك بعد الموافقة عليها.
المصدر: 1